طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات


ماذا بعد امتحان الكفاءه الجامعي؟!!


اما وقد أقر امتحان الكفاءه الجامعي فقد تحققت إحدى الحلقات المفقوده على طريق تصويب وضع التعليم العالي من ضمن سلسله من المعايير التي باتت الحاجه لاتخاذها ملحه... فقد أتى هذا الإقرار متأخراً بعض الشيء إلا أن العمل به وإن كان متأخراً فإنه يكون أفضل بكثير من لا شيء (Better Late than Never). إن امتحان الكفاءه الجامعي وإن لم يتفق عليه كل من له مصلحه في التعليم العالي (Stakeholders) فإنه من المعايير التي يمكن الإعتماد عليها لبعض الوقت لمعرفة مواطن الضرر الذي أصاب التعليم العالي في مقتل... فهو يوفر آليه جيده لتحديد التخصصات التي يعاني منها الطلبه من ضعف، ويحدد الجامعات التي لا تقوم بدورها بالشكل المطلوب لتوفير الخطط الدراسيه المعياريه للطلبه في التخصصات التي تخضع للتقييم من خلال هذا الإمتحان الهام، وعليه فإنه بطريق أو بآخر يضع الجامعات أمام الخيار الوحيد ألا وهو ضرورة تصويب وضع وتحديث الخطط الدراسيه بشكل مستمر... إلا أنه وحتى يكون لهذا الإمتحان الهيبه اللازمه في نظر الطلبه وأعضاء الهيئه التدريسيه في الجامعات فإنه لا بد أن يصبح هذا الإمتحان أساساً لتخرج الطالب حتى يؤخذ الموضوع على محمل الجد من قبل كافة مكونات نظام التعليم العالي... ومن ثم فإنه يتحتم على كل جامعه معنيه ضرورة إعادة تقييم خططها ومحاسبة الأساتذه المقصرين في ضوء النتائج التي يتمخض عنها هذا الإمتحان في كل دوره يطرح فيها... وأن لا يسمح بأن توضع هذه النتائج على الرفوف الباليه لمجرد إصدار المقارنات بين أداء الطلبه في الجامعات المختلفه لأننا سئمنا من مقارنة الفاشلين بعضهم ببعض وحسب!! إلا أن امتحان الكفاءه الجامعي هذا ليس كافياً للنهوض بالوضع المتردي للتعليم العالي أو لتصويب أوضاعه... إذ أن هذا الإمتحان الهام يجب أن يدعم من خلال قيام هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي بفرض معايير الجوده والأداء على مؤسسات التعليم العالي إذ أنه لا يكفي أن نرضى بأن الخطط الدراسيه لأغراض الإعتماد الخاص تستوفي الشروط المحدده في لوائح هيئة الإعتماد هذه... إن دور هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي يجب أن ينطلق إلى أبعاد أكبر تراقب تطبيق الخطط الدراسيه وتوصيلها للطلبه المعنيين بشكل مستمر وعلى نحو معياري وبما ينسجم مع كافة المعايير العالميه للإعتماد! إلا أن النهوض بمستوى التعليم العالي المترهل لا ينبغي أن يقف عند هذا الحد من العلاج... إذ أنه يقع على كاهل النقابات المهنيه باختلافها مسؤولية وضع امتحانات معياريه تؤهل أو ترخص أو تصنف المهندسين والصيادله والزراعيين (باستثناء الكليات الطبيه التي تضمن مثل هذه المعايير من خلال امتحانات البوردات المختلفه الألوان) يتم من خلالها التعرف إلى مستوى الجوده التي يتمتع بها خريج الجامعات الأردنيه من حيث تحصيله الأكاديمي وأداؤه المتوخى... فمثلاً في المجالات الهندسيه في الولايات المتحده يتم تمحيص خريجي الجامعات من المهندسين من خلال امتحانات مثل (Engineer-in-Training) و (Professional Engineer) والتي بدونها لا يتمكن المهندس في ذلك البلد من ممارسة المهنه بدونها. وفي هذا السياق وهو سياق ضمان جودة التعليم العالي فإنه ينبغي أيضاً فرض اجتياز امتحان ال TOEFL للطلبه الذين يكونون على أعتاب الإنضمام لإحدى الكليات الأكاديميه في جامعه ما ويكون لديهم ضعف ملحوظ في مستوى اللغه الإنجليزيه الأمر الذي بات ينعكس عليهم سلباً طيلة فترة بقائهم في البوتقه الجامعيه منذ انضمامهم للجامعه بعد النجاح في امتحان الثانويه العامه. إن ضبط هذا الموضوع سيضع الأعباء اللازمه على نظام التعليم المدرسي بشكل نضمن به توفير النوعيه الجيده من الطلبه الذين يتقنون إلى حد ما اللغه الإنجليزيه ألا وهي لغة الدراسه الجامعيه في جامعاتنا. وبالنسبه لطلبة الدراسات العليا الذين يتم قبولهم في برامج الدراسات العليا على اختلافها فلا بد أيضاً أن يفرض امتحان ال GMAT أو ال GRE وبعلامه دنيا معينه تشترط لقبول طالب الدراسات العليا في تخصص من التخصصات لكي نضمن المستوى الأدنى الذي نكون به مرتاحين لقبول الطالب الجامعي في برامج الدراسات العليا... إننا نرجو أن يكون عهد عدم الإكتراث وضرب عرض الحائط بنا كمجتمع وبالأجيال الصاعده قد ولى أو أن يكون في طريقه إلى الزوال ليحل محله عصر من الزمان نعتبر به من أخطاء الماضي وتقصير من قصر منا نحو بناء الأمه لتوجه الجهود نحو أهداف ساميه تسهم بالنهوض بنا نحو القمم التي تساعدنا في الخروج من محنة التقصير التي انتابتنا لعقود ودهور من الزمان إلى زمن العطاء والإنتاج الذي بات يقرع أبوابنا ماضي ما مضى دون أن يجيد فينا من يستجيب من آولئك النفر من الناس الذين عهد إليهم العمل الواعد لبناء نظام تعليم عالي ينهض بطموحاتنا إلى مستويات تضعنا على خارطة الشعوب المنتجه....

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ammonnews.net/article/116939