facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردني والفلسطيني .. شعب واحد وقلب لا ينكسر


د. محمود الشغنوبي
28-01-2025 11:28 AM

كثيرون هم من يصعب عليهم فهم العلاقة بين الشعبين الأردني والفلسطيني وكيف أنها ليست مجرد علاقة جوار عابر أو صلة قُربى سطحية، بل هي امتداد لتاريخ مشترك، وروابط لا تتزعزع، وأواصر تزداد عمقًا مع مرور الزمن. إنها علاقة تجاوزت حدود الجغرافيا والسياسة، لتصبح نموذجًا ملهمًا للتآخي العربي والإنساني.

1. وحدة الدم والتاريخ المشترك
لا يمكن فهم العلاقة بين الأردنيين والفلسطينيين دون العودة إلى الجذور التاريخية التي تجمعهما. فقد عاش الشعبان على أرض واحدة، تحت مظلة حضارية واحدة، في منطقة كانت دومًا قلب العالم العربي والإسلامي. لقد امتزجت دماء الأردنيين والفلسطينيين على مر العصور، سواء في الحروب دفاعًا عن الأرض، أو في التضحيات التي قُدمت لنصرة القضايا المشتركة.

2. النكبة واللجوء:اختبار الأخوّة الحقيقي
حينما حلّت نكبة عام 1948، أثبت الأردنيون أنهم أهلٌ للوفاء والتضحية. استقبل الأردن مئات الآلاف من الفلسطينيين المهجّرين، ليس كلاجئين، بل كأخوة وأبناء. لم يكن فتح الحدود خيارًا سياسيًا، بل كان انعكاسًا لروح الأخوة التي لا تعرف حدودًا. هذه المحنة لم تفرق بين الشعبين، بل وحدت القلوب وزادت من عمق العلاقة، ليصبح الأردن وطنًا ثانيًا لكل فلسطيني.

3. عائلات ممتدة على ضفتي النهر
في كل بيت أردني تجد شخصًا فلسطينيًا، وفي كل بيت فلسطيني تجد أردنيًا، في مشهد يعكس عمق التداخل بين الشعبين. هذه الحقيقة ليست مجرد كلمات، بل واقع يعبر عن عقود من المصاهرة والتزاوج التي جعلت العائلات الأردنية والفلسطينية أشبه بجسد واحد.

4. الغريب لا يميز بين الأردني والفلسطيني
عندما تنظر إلى الأردني والفلسطيني، تجد صعوبة في التمييز بينهما. فالشبه في اللهجة، التصرفات، والعادات يجعل الغريب غير قادر على التفريق بينهما. وحتى عندما تتعمق أكثر، تجد أن التشابه يمتد إلى القيم والمبادئ التي يتشاركونها. لذا، كثيرًا ما يُطرح السؤال: "هل أنت أردني أم فلسطيني؟" وهذا السؤال بحد ذاته دليل على أن الحدود بينهما ليست سوى خريطة جغرافية، بينما القلوب والهوية واحدة.

5. التراث الفني والفلكلور الشعبي: نغمة واحدة وصوت واحد
الفن كان دائمًا مرآة تعكس عمق الروابط بين الشعبين. الأردني يغني التراث الفلسطيني كما لو أنه جزء من تاريخه، والفلسطيني يحفظ الأغاني الوطنية الأردنية بكل فخر. الدبكات الشعبية، والأهازيج التراثية، والأغاني الوطنية أصبحت رموزًا مشتركة للهوية الثقافية بين الشعبين.

6. رفض القسر والتهجير: موقف واحد لا يقبل النقاش
عندما طُرحت أفكار مثل تهجير أهالي قطاع غزة إلى الأردن، كما ورد في بعض التصريحات المثيرة للجدل، وقف الشعبان الأردني والفلسطيني صفًا واحدًا في وجه هذه المحاولات. هذه الأفكار ليست إلا محاولات لتفكيك النسيج الاجتماعي وإعادة إنتاج مآسي الماضي.

الشعب الأردني، بقيادته وشعبه، رفض بشكل قاطع مثل هذه المخططات، مؤكدًا أن الأردن ليس بديلاً عن فلسطين، وأن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه لا يمكن التنازل عنها. وفي المقابل، يدرك الفلسطينيون أن وطنهم الوحيد هو فلسطين، وأن أي محاولات لتهجيرهم هي اعتداء على حقهم التاريخي في العودة.

هذا الموقف الموحد يعكس روح الأخوة والكرامة التي ترفض الانصياع لأي ضغط سياسي، وتؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية حدود، بل قضية هوية وحق لا يقبل المساومة.

7. ثقافة وهوية واحدة
الأردنيون والفلسطينيون يشتركون في الهوية، الثقافة، التراث، وحتى الطموحات. الطعام، الموسيقى، الأهازيج الشعبية، وحتى اللهجة، كلها أوجه تعكس مدى التشابه والتكامل بين الشعبين.

ختامًا: وحدة لا تهزم
العلاقة بين الأردنيين والفلسطينيين ليست مجرد نموذج لوحدة عربية، بل هي درس في الإنسانية. إنها قصة شعبين جمعهما التاريخ، وعمّقتهما المآسي، وزادتهما قوة التضحيات. عندما تنظر إلى الأردني والفلسطيني، ترى انعكاسًا لبعضهما البعض، كشعبين لا يعرفان الفُرقة. ستظل هذه العلاقة رمزًا للأمل في أن الأخوّة قادرة على الصمود، مهما كانت التحديات، ومهما حاولت القوى الخارجية التفريق بين القلوب.

وسلامتكم..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :