الاردن ينوع شراكاته الدولية
د. بركات النمر العبادي
25-01-2025 11:55 AM
علاقة الأردن مع روسيا تُعتبر علاقة متوازنة ومبنية على المصالح المشتركة والتفاهم حول قضايا إقليمية ودولية عديدة ، وبخاصة التنسيق في القضايا الإقليمية ، فا لأردن وروسيا يتشاركان في البحث عن حلول سلمية للأزمات الإقليمية ، خصوصًا الأزمة السورية ، و يُجري الطرفان مشاورات مستمرة حول ملفات الأمن الإقليمي ، مع تركيز خاص على مكافحة الإرهاب وحل النزاعات سلمياً ، والأردن بحكم جواره لسوريا ، يتأثر بشكل مباشر بالأحداث الجارية في سوريا ، لذلك هناك تعاون وثيق مع روسيا لضمان الاستقرار على الحدود الأردنية- السورية ، و روسيا تعتبر الأردن شريكاً مهماً في مساعيها لتحقيق استقرار سياسي في سوريا ، خاصةً في المناطق السورية الجنوبية القريبة و المحاددة للأردن .
وفي الجانب العسكري والأمني ،هناك تعاون مشترك في تبادل المعلومات والخبرات لمحاربة الجماعات الإرهابية ، خاصة في ظل نشاط تنظيمات إرهابية في المنطقة ، رغم اعتماد الأردن تقليديًا على الدعم العسكري الأمريكي، إلا أن هناك مجالات تعاون عسكري وتقني مع روسيا ، تشمل صفقات أسلحة محتملة وتدريب القوات العسكرية .
اما في الجانب الاقتصادي والتجاري ، فان حجم التبادل التجاري بين البلدين ما زال محدوداً نسبيًا ، لكنه يشمل المنتجات الزراعية ، والصناعات الثقيلة ، والطاقة، و روسيا تُعد مُورداً مهماً للقمح إلى الأردن ، كما أن الأردن يُصدّر منتجات زراعية إلى روسيا ، و تسعى روسيا لتطوير التعاون مع الأردن في مجال الطاقة النووية ، وقد سبق توقيع اتفاقيات مع شركة "روساتوم" الروسية لدراسة إنشاء محطة نووية في الأردن ، وهناك اهتمام أردني بتوسيع التعاون مع روسيا في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا.
وفي جانب التبادل الثقافي والسياحي ، فان روسيا تستضيف آلاف الطلاب الأردنيين الذين يدرسون في جامعاتها ، خاصة في مجالات الطب والهندسة ، هناك تعاون في مجال التعليم والبحوث العلمية بين الجامعات الأردنية والروسية ، وتُعتبر روسيا واحدة من الأسواق المستهدفة لتوريد السياحة إلى الأردن ، خصوصًا للسياحة الدينية و التريخية إلى البتراء والمغطس .
ويعتبر الاردن بامس الحاجة الى تنمية علاقاتة و تنويع شراكاته الدولية وخاصة مع دولة كبير ومتطورة ولها وزنها السياسي كروسيا ، ولكنه يرتبط بتحالفات قوية مع الولايات المتحدة ودول الخليج ، ما يجعل التوازن في العلاقة مع روسيا تحديًا دبلوماسيًا ، وقد تأثر الاقتصاد العالمي بالأزمة الأوكرانية وهذا قد يكون له تبعات على التعاون التجاري والاقتصادي بين الأردن وروسيا ، ومن المتوقع أن يستمر التعاون بين الأردن وروسيا في عدد من المجالات وعلى رأسها الطاقة من خلال تطوير مشاريع جديدة للطاقة النووية والمتجدد ، و زيادة التبادل التجاري لتشمل المزيد و المزيد من المنتجات المختلفة ، اما في مجال الأمن والاستقرار، سيظل التنسيق حول التحديات الإقليمية مستمرا ، و خاصة فيما يتعلق بسوريا والعراق.
فشكرا لقائد للدبلوماسية الاردنية جلالة الملك عبد الله الثاني ، ولكن المطلوب في خضم هذة المتغيرات ، ان يعزز الارد ن من خياراتة و ينوع من شراكاتة الدولية ، وخاصة مع روسيا و الصين و باقي الدول المؤثرة في صنع القرار عالميا .
حمى الله الاردن و سائر بلاد العرب و المسلمين