عمون - رداد القلاب - كشف أستاذ الجيولوجيا، في الجامعة الهاشمية الدكتور أحمد ملاعبة، عن تدمير نفق أبو الكرسي في المكيفتة (غدير الناقة)، أحد الكهوف الأثرية في حًّرة (المنطقة السوداء في الصحراء) البادية الأردنية.


وتقع بلدة "المكيفتة"، في لواء البادية الشمالية، محافظة المفرق وتتبع لقضاء أم القطين الذي يضم 8 مناطق. يقدر عدد سكانها بـ 3588 نسمة حسب إحصاء 2015.

وبحسب الدكتور ملاعبة، فقد تم بيع قطعة الأرض الموجود عليها كهف أبو الكرسي التراثي - أجمل كهوف البادية - المتواجد في بلدة المكيفتة - البادية الأردنية الشمالية الشرقية حوالي 60 كم عن عمان إلى - مواطن !؟.

وبحسب أستاذ علم الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية، لم يعرف قيمة الأرض والكهف المتواجد في باطنها، حيث قام المشتري بإحضار أطنان الحجارة والرمل وأغلق مدخله وطمره كاملا بحيث أصبح الكهف أثرا بعد عين.

وقال الدكتور ملاعبة: إن الكهف يمثل ثروة وطنية فلقد عثر عند مدخله على هيكل عظمي لطفل صغير (من العصر البرونزي/ قبل 5 آلاف عام) و ناب لأسد وبقايا عظام لـ 17 من الكائنات الحية التي انقرضت من مدة والتي تدل على بيئة البادية الخضراء. والكهف واسع وجميل وممتد ويمكن استخدامه ككهف مشاهدة للأغراض التعليمية والسياحة نظرا لقربه من المدن الرئيسية.

وطالب بإنقاذ الكهف من براثن الهدم والعبث والدمار، مشيراً إلى وجود نحو 5 آلاف كهف في العالم ، تدر ملايين الدولارات على بلادها، لافتا إلى مغارة جعيتا في لبنان المرشحة لكي تكون من عجائب الدنيا السبعة للتراث الطبيعي"خير مثال على ذلك"، بحسب الدكتور الملاعبة.

إلى ذلك، قال مدير آثار المفرق د.اسماعيل ملحم إن الإنفاق والكهوف الموجودة في منطقة الحرة الاردنية هي تشكيلات جيولوجية طبيعية وليست آثارا إنسانية، و انه بموجب قانون الاثار النافذ فأن هذه الانفاق والكهوف خارج نطاق اختصاص دائرة الاثار العامة وتدخل ضمن اختصاص الجهات المعنية بالمصادر الطبيعية.

و قال الدكتور ملحم أن عديدا من الانفاق و الكهوف تقع ضمن ملكيات خاصة للمواطنين وأن أي تصرف بها قد يستلزم استملاكها مما قد يكلف الخزينة عبئا ماليا.

و أشار إلى أن الانفاق الجيولوجية في البادية الشمالية الشرقية تشكلت بفعل النشاط البركاني القديم الذي يعود لحوالي 25 مليون سنة أي قبل وجود البشر بكثير، حيث أن أقدم صور النشاط البشري في العالم تعود لحوالي 3 ملايين سنة تقريبا، وقد أدى النشاط البركاني في المنطقة إلى تشكيل حجارة البازلت، كما ادت حركة المصهورات البركانية إلى تشكيل تجاويف صخرية نتجت عنها الانفاق، لافتا إلى أنها لا تعد آثارا، حيث أن وقوعها في البيئة الصحراوية جعلها هدفا لاستخدام البدو الرحل عبر العصور بشكل موسمي او مؤقت كمأوى لهم ولمواشيهم او للحصول على المياه المجتمعة داخلها شتاء.


و طالب مدير آثار المفرق الجامعات الأردنية التي تدرس علم الجيولوجيا والبيئة بإجراء مزيدا من الدراسات على هذه التشكيلات الطبيعية من خلال مشاريع التخرج والمشاريع الميدانية وتقديمها للجهات المعنية.

كما أشار إلى أهمية إجراء دراسات لهذه الإنفاق الطبيعية من خلال الجهات الحكومية المختصة ودراسة الجدوى الاقتصادية لتأهيلها للغايات السياحية باعتبارها قيمة مضافة لسياحة البيئة وسياحة المغامرة.

ودعا المواطنين إلى أهمية الحفاظ على مثل هذه التشكيلات الطبيعية وعدم تدمير او اغلاق مداخلها.