لن اكتب عن مصطفى القيسي مدير المخابرات العامة الاسبق والرجل الاستخباري الفذ بل ساكتب عن مصطفى القيسي الانسان ابن ذيبان تلك المملكة العتيقة والتي تعلق قلب ابومازن بالوطن وحرص عليه من حرصه على ذيبان .

كم قرأت الحنين الى الماضي البعيد في كلمات الباشا عندما اشار الى منزل والده القديم قائلا لي( هذا هو بيت ابوي )واضاف عندما وصلنا منطقه تبعد حوالي 6 كيلو مترات عن المنزل (كنا لما تمحل ومافي مي بالبيت نقطع هذه المسافه لهون عشان نملئ المياه) ..

بمجرد اللقاء بالباشا ترى ايماءات الترحيب على جبهته الاردنية فالباشا يعتبر الضيف متى حل مقدس حتى يغادر يجتمع حوله مازن وممتاز ومنذر ، وبلقاء لايقل ترحاب من الباشا فتلك الاشبال من ذاك الاسد .

لست انسى ابدا عندما اتصلت بالباشا في وقت متأخر من الليل طالبا توسطه لابني الاكبر بعد ان استنفذت كل خياراتي من متنفذي مدينتي بعد ان كاد قرار خاطئ من احدهم ان يأخذه بجريرة والده فطلب مني زيارته صباحا وكم شعرت يوم دخلت المنزل بالالم عندما اخبرني انه منذ سماع المعلومه امس لم ينم...
وفوروصولي عمل على حثهم على اتخاذ القرار صائبا بعد اتصاله مع اعلى المستويات في دائرة القرار لست انسى ابدا اول لقاء عندما حاول البعض استبعادي من دعوة الباشا الذي بدوره اكد على تواجدي مضيفا انه مقتنع بعفويتي التي يحملها الاردني البسيط .

تعرفت من خلاله على اصدقاء احببتهم واحبوني الدكتور خالد شعبان والمهندس عمر شعبان والشيخ فوزي الرجل الدمث المبتسم وغيرهم من الاسماء وانا مقتنع ان هذه الحديقه لن تنتج الا الورود.

في منزل الباشا ساحه يجتمع بها كل مساء الجزء الاكبر من افراد امبراطورية (ميم) كما يحب الباشا ان يسميها كون الجميع يحمل حرف (الميم) في بداية الاسم يخرج الباشا فترى الجميع وقوفا مودعين الزائر كما استقبلوه مهما خف اوثقل ضله يشير الباشا محدثا الزائر عن ثلاث قطط موجوده بالساحة وعن ارتباطهن به وكيف انه يحرص على اطعامهن بنفسه ..
هذا جزء لايذكر من مصطفى باشا الانسان بعيدا عن انه رجل المخابرات المتميز ومديرها لاطول الفترات واصعبها رجل الدولة وصندوقها الاسود الذي حمل وزملاء له بمعية المغفور له الحسين بن طلال على عاتقهم امن وامان البلد في بداية تثبيت المملكه الاردنيه على الخريطه ..

كم تساءل الناس كيف اصبح هذا الود بين متطرف سياسيا مثلي ومدير اسبق لجهاز المخابرات ومن خلال هذه الكلمات البسيطه سأجيبهم ..:

الباشا سيد الكلمة وله عليها سلطان فعندما احاول التذاكي لاستدراجه للحديث يجيبني بحكمة وبكلمات قصار يحملن من المعنى ماهو كبير مع اني اقرأ احيانا الالم الذي يعتصره على مستقبل الوطن وابناءه نتيجه لسياسات بعض المتنفذين التي برأيه انها خاطئه .
لقد حثني الباشا على الاعتدال السياسي وكم كان له الدور الاكبر في ذلك معالي الباشا كنت ومازلت وستبقى في عيوننا ابن الاردن البار وزعيم من زعاماته.