عمون – محمد الخوالدة - تؤرخ الصورة المرفقة (من ارشيف الباحث نصر سالم الحباشنة) لبدايات القرن الماضي، وهي لما كان يعرف ب"الميدان" الواقع وسط مدينة الكرك والذي لازالت ذهنية المعمرين من ابناء المحافظة تحفظ عنه اجمل ذكريات العمر.

فالملعب الذي ازيل بقرار عشوائي - جانبه بعد النظر- كان المتنفس الوحيد ليس لابناء مدينة الكرك وحدهم بل لاهل المحافظة كلهم ، فعلى ارضه كانت تقام مباريات كرة القدم ومهرجانات الرياضة المدرسية السنوية التي لم تعد في وارد وزارة التربية والتعليم هذه الايام ، وعلى ارض "الميدان" ايضا كان يقيم فرسان الامن العام سباقات الخيول في الجري وقفز الحواجز.

كان للميدان بارضه الترابية والمحاط بسور اسمنتي مدرج بسيط لجلوس المتفرجين ، وان ضاق المدرج بهؤلاء فليس امامهم لمتابعة سير الفعاليات التي تجرى في الميدان سوى الاصطفاف على طرف الشارع المطل على الملعب من جهته الجنوبية.

اعتمد الميدان ايضا مهبطا للطائرات العمودية ، فالطائرة التي تظهرها الصورة المرفقة جاثمة على ارض الملعب كانت اقلت الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله في زيارته للكرك عام 1969 حيث تناول طعام الغداء في مدرسة بنات الكرك الثانويه الظاهرة في اقصى الصورة تجريف وزارة التربية والتعليم ل"الميدان" لاقامة مبنى مدرسي ومبنى لمديرية التربية والتعليم احال الميدان غابة اسمنت وحجاره .

ماجرى للميدان ليس هو الاغتيال الوحيد لمعالم مدينة الكرك التراثية التي تقص حقبا من تاريخ الكرك عبر العصور ، فقد سبق واغتيل براي هل الكرك بارتجال ايضا مبنى "السراي" العثماني ومعها العديد من الابنية العائدة لمئات السنين، والتي يصعب ذكرها لكثرتها.