عمون - أنس علي - عقب انتهاء مسيرتي المسجد الحسيني الجمعة، استوقف عدسة عمون منظر هذا العجوز في غفوته أو نومته لا فرق.
هل أرهقته تكاليف الحياة أم سنو العمر؛ ليأخذ من أحد ادراج وسط البلد مكباً ليرمي هموم الزمان التي تكالبت على جسده.. ليطفئ نعاس سنينه وكأن لسان حاله ينطق بما قاله الشاعر الكبير معروف الرصافي:
دعوا السعادة إنما ...... هي في الحياة توهّم
فالعيش وهو منعّمٌ ........ كالعيش وهو مـذمّم
فارضَوا بحكم الدهر .......مهما كان فيه تحكّم
واذا ظُلمتم فاضحكوا ..... طربًا ولا تتظلــموا
وإذا أُهنتم فاشكروا ......وإذا لُطمتم فابسموا
إن قيل هذا شهدُكم ........مرٌّ فقـولوا علقم
أو قيل إن نهاركم ........ليلٌ فقولوا مظلم
أو قيل إن ثِمادَكم ........سيلٌ فقولوا مُفعَم
أو قيل إن بلادكم .........يا قوم سوف تُقسَّم
فتحمّدوا وتشكّروا .........وترنّحوا وترنموا