عمون – محمد الخوالدة - تتمتع غابة اليوبيل الواقعة على مشارف مدينة الكرك الشمالية الغربية بكافة المزايا التي تؤهلها لتكون منتجعا سياحيا جاذبا للسياحة الداخلية والخارجية على حد سواء، لكن هذا المكان مترامي الاطراف باشجارة الباسقه ونسمات صيفه الندية يفتقر إلى ادنى الاهتمام من قبل وزارة السياحة والاثار التي نفذت اكثر من مشروع لغاية تطوير قطاع السياحة في منطقة الكرك ، لكنها وفق المحسوس والمعاش مشاريع ثبت انها غير مدروسة ولاتحقق الهدف المناط بها ، بل اضحت مكونات بعض هذه المشاريع سببا لتذمر الناس وشكواهم ومنهم السواح الاجانب الذين يفدون إلى مدينة الكرك .
لمن لايعرف غابة اليوبيل نقول انها تمتد على مساحة الاف الدونمات المزروعة بالاشجار الحرجية المعمرة التي تتفيأ مئات الاسر ظلالها في فصل الصيف باعتبارها المتنفس الوحيد لابناء المحافظة وزوارهم من خارج الكرك ، تعج الغابة بهم في نهارات ومساءات فصل الصيف وحتى لياليه حيث الهدؤ والسكينة وحيث الاطلالات الخلابة إلتي يصل النظر من خلالها إلى عموم منطقة وادي الكرك بسيلها وكرومها وقراها الغافية في اكناف الجبال المحيطة بالوادي ،( بذان وبردى والعبدلية وموميا وسمرا والبقيع والصالحية) ليزداد المنظر بهاء في فصل الربيع حيث الحلة القشيبة من الخضراء التي تمتد بطول النظر، بل ومن الغابة يمكنك رؤية مدينة الكرك التاريخية (داخل الاسوار) بقلعتها الشامخة بشموخ تاريخ المنطقة ، وان جال نظرك قليلا إلى الغرب فانك بالتاكيد في مساء صيفي رقيق الحواشي امام مشهد لااروع وهو البحر الميت بلسانه وجباله ، تسحرك الشمس وهي تسحب جدائلها الوضاءة خلف الجبال المحاذية في غربها للقدس ومدينة خليل الرحمن .
يلوذ الناس في فصل الصيف بالغابة ، لكن لاخدمات مايعني أن على المواطن اصطحاب غذائة وشرابه وشوائه، واذا كان بعض الناس يحرصون على نظافة المكان بعد مغادرته فان اخرين يتركون وراءهم كل مايخطر بالبال من فضلات ، سلوك مدان ، لكن لا مكان لحفزهم على القاء نفاياتهم فيه فالموقع يخلو من حاويات جمع القمامة ، وهنا نشكر لبلدية الكرك حرصها على نظافة المكان، وايضا لانحملها مسؤولية ماقد يتبقى من مخلفات المتنزهين ، فالغابة متسعة الابعاد ولايكفيها كل عمال النظافة في البلدية لو وظفتهم البلدية لهذا الغرض ، ومن هنا نتساءل عن دور وزارة السياحة والاثار الغائبة عن المشهد تماما حتى عن تنظيم حملات ايام عمل تطوعية بالمشاركة مع الجهات ذات العلاقة .
ليست النظافة هي كل ماينقص المكان فهناك امر اكثر خطورة وهو وجود بعض الحفر العميقة والابار التي تشكل خطورة على حياة المتنزهين وخاصة الاطفال منهم ، ولعل اخر ماحصل أن ثلاثينيا تردى مساء يوم الجمعة السابع والعشرين من هذا الشهر في احدى تلك الحفر العميقة ما استلزم الاستنجاد بالدفاع المدني لاخراجه منها حيا بقدرة الله .
حجة وزارة السياحة والاثار انها تؤسس المرافق السياحية ومنها غابة اليوبيل في الكرك ، لكنها تترك امر تشغيلها واستثمارها للقطاع الخاص ، وهنا يبرز سؤال كيف يمكن لاي مستثمر أن يعرف بجدوى استثماره أن لم تروج الوزارة لتلك المرافق وتضع الحوافز اللازمة لتشجيع المستثمرين ، بما في ذلك تعريف المكاتب السياحية وتشجيعها على احضار الافواج السياحية للتعرف على تلك الغابة .
لاندعي أن الحديث عن اهمية غابة اليوبيل كمتنزه طبيعي جديد ، بل تمت الكتابة حوله عبر "عمون" ووسائل اعلامية اخرى ، غير أن مايحفز لمواصلة الكتابة هو أن وزارة السياحة والاثار ظلت تضع ازاء الغابة ، وكما يقول المثل في اذن طينا وفي الاخرى عجينا ، والسؤال هل من جديد لدى الوزارة العتيدة ؟.
شرح صورة : اطلالة الغابة باتجاه البحر الميت