كانت رائحة »البنج« , تعبق في أروقة المستشفى على مشارف غرفة العمليات , والاطباء يتأهبون لاجراء جراحة عاجلة , وعملية »قلب مفتوح« .. كان »الشيخ« يتسلح بالصبر الممزوج بالقوة والايمان , ينظر بفروسية وثقة , يتمعن بوداعة الوجوه الطيبة التي كانت حوله في اللحظة الحرجة.
الصمت سيج المكان »الشيخ« قبل ان يدخل الى »العملية« الكبرى .. قال لهم »ديروا بالكو على الفيصلي« ,, لاحظوا لم يوص على أملاك وشركات ,او مال واعمال .
يخرج »الشيخ« متعافياً , بقلب ينبض بالمحبة, يعود الى مهبط عشقه , بعباءته المقصبة بالمكارم, وقد »عنقر« شماغه الاحمر , جلس في حديقة الفيصلي , اشعل سيجارته رغم تعليمات الاطباء , وهو يصغي لرائعة الامير الشاعر خالد الفيصل »اخالف العمراً راجع سالف اعوامي , ليتذكر مسيرة بناء الفيصلي , التعب, التحدي , الصبر والرضا , اطال النظر بشجرة الحور العتيق , كيف غرسها , وسقاها بالدمع عندما عز الماء , عندها رفرف »نسر أزرق« من رجال وحماسة بينه وبين السماء , عهد ووعد , لذلك كان ولا زال للفيصلي كبرياء النسر وشموخ العقاب , وتحدي الصقر , المهم , اخرج , »الشيخ« من جيبه , رسالة عمرها »75« عاماً , وقد ورد فيها »الفيصلي ,, أمانة حملناها ومشينا في دروبها خطى اخترناها , وتعلمنا اروع صور العناد في سبيلها« .
الرسالة عنوانها »سلطان ابن ماجد العدوان... ومضمونها .. الفيصلي «..
* حكمة: »والليل من فرحُه عريس .. ليلة خميس«.
kreshan35@yahoo.com