الوطن البديل مشروع صهيوني وليس مجرد فزاعة
18-10-2011 05:12 PM
عمون - انسحب نصف الحضور في حفل اشهار التجمع الاردني للانقاذ احتجاجا على مطالبة امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي الشيخ حمزة منصور بقانون انتخاب يعيد تقسيم الدوائر الانتخابية على" اساس الابعاد السكانية والجغرافية والتنموية". وهي عبارة لا ترقى في خطورتها الى ما اطلقه الشيخ الجليل من وصف على الوطن البديل بانه "فزاعة و صناعة صهيونية, وجدت هوى لدى الطامعين بالاستئثار بالسلطة".
واود ان أُذكرِّ الشيخ الجليل بان موضوع البعد السكاني في العملية الانتخابية لم يطرح في انتخابات عام 1989 وهي انتخابات بالنسبة للحركة الاسلامية كانت مرجعية في التحول الديمقراطي والتي ما زالت الحركة الاسلامية وعموم المعارضة تتغنى بها وتطالب بمثيلها, بل تزامن هذا الطرح مع زيادة الضغط الصهيوني على الاردن وفلسطين خلال السنوات القليلة الماضية.
فالمطلوب بالدرجة الاولى اصلاح قانون الانتخاب بما يضمن وقف عمليات تزوير الانتخابات, لان تزوير إرادة الناخبين اكبر جريمة فساد ترتكب بحق الشعب الاردني اما الحديث عن المحاصصة السياسية في الحكومة او مجلس النواب فانه مؤامرة تصب في مشروع الوطن البديل.
يخطىء الشيخ الجليل اذا ما اعتقد ان الوطن البديل مجرد "فزاعة صهيونية" لتخويف الاردنيين اوالفلسطينيين, ويخطىء اكثر اذا ما ربطها بمحاولة "الاستئثار بالسلطة" , لان الوطن البديل مشروع وحلم صهيوني حقيقي تعمل من اجل تنفيذه على مراحل كل الاجهزة المدنية والعسكرية ومراكز الدراسات ووسائل الاعلام الصهيونية.
فالقضية ليست مناكفة سياسية داخلية اردنية من اجل ابعاد هذا الطرف او التقليل من تمثيله, او من اجل الاستئثار بالسلطة او تعطيل الاصلاح, فالوطن البديل المطروح ليس خيارا اردنيا او طموحا فلسطينيا بل هو مشروع تآمري على القضية الفلسطينية من اجل حل مشاكل الاحتلال الصهيوني على حساب الشعبين الاردني والفلسطيني وبالتالي هو خيار دولة الاحتلال للخروج من ازمتها الديمغرافية والاخلاقية ونقلها الى الاردن.
وهذا ما رأيناه خلال الفترة الماضية من هجوم صهيوني شرس باتجاه الهاشميين والاردن لتسويق فكرة "الاردن هو فلسطين" وهو وجه اخر لصيغة الوطن البديل والتوطين.
فالمؤامرة موجودة في الفكر الصهيوني ومطروحة على الطاولة وجار تنفيذها وليس من الحكمة انكارها, بل الواجب يفرض على الجميع ان يتصدى لها.
اعرف ان الحركة الاسلامية تقف مع حق العودة وتعادي الوطن البديل, لكن الامر بحاجة لموقف اكثر وضوحا لفرض وقائع على الارض تدعم حق اللاجئين وتشدد من عزائمهم لمجابهة الاحتلال وتحقيق عودتهم الى ديارهم من دون الانشغال بمطالب جانبية.(العرب اليوم)
nghishano@yahoo.com