منيب المصري: أؤيد شرعية عباس وحكومة فياض وأعترف بفوز "حماس"
06-09-2007 03:00 AM
الوزير الأردني الأسبق العاكف على تشكيل تيار ثالث في فلسطين 1/2
ـ منتدى فلسطين يعلن تأسيسه في الخريف بعد استكمال الإجتماعات التأسيسية في الداخل والخارج
ـ نؤيد فياض إن تطابقت افكارنا مع افكاره..نحن مع حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال
ـ تحركنا ليس ردة فعل على أحداث غزة..منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني
ـ السلطة الفلسطينية لا تؤيد تحركنا..لا تصدق ذلك..لو كنت فتحاويا لشجعت تأسيس المنتدى حاوره في عمان: شاكر الجوهري
حين لا تجد منيب المصري في مكتبه، فإنه يبادر دائما للإتصال بك فور عودته للمكتب، أو فور عودته من السفر إن كان مسافرا.
فعل ذلك قبل عدة سنوات، وقبل أن يطرأ على فكره تأسيس منتدى فلسطين الذي يريده تيارا ثالثا بين حركتي "فتح" و"حماس"، مع أنه يؤكد أن فكرة التيار التي راودته قبل سنوات، وفي حياة ياسر عرفات، ليست ردة فعل على ما حدث في غزة.
ويلتقي المصري مع حكومة سلام فياض في رام الله لجهة ايمانه بضرورة أن تكون الحكومة الفلسطينية حكومة تكنوقراط، قادرة علة العمل دون معيقات العمل التنظيمي، لكنه يختلف معها لجهة الموقف من حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة.
وهو يصرح في هذا الحوار الذي خص به "الوطن" بعيد أقل من ساعة واحدة على عودته من زيارة خارجية للعاصمة الأردنية عمان، وقبل ساعات معدودة من مواصلته السفر إلى مدينته نابلس في الضفة الغربية المحتلة، بأنه مع استخدام كل حق يشرعه القانون الدولي للشعب الفلسطيني للعمل على ازاحة الإحتلال الإسرائيلي..فهذه هي قضيته الأولى.
الأفكار التي يعبر عنها المصري في هذا الحوار، يركز أكثر من مرة على أنها افكاره الشخصية، ذلك أن منتدى فلسطين، وإن كان هو صاحب فكرته الأولى، لكن المنتدى لم يتأسس بعد، ولم يتم التوافق بين المؤسسين على المواقف والسياسات التي سيتبناها، فضلا عن أن قيادته لم تنتخب بعد.
وفي هذا السياق يقول يجب أن يتم التعامل مع كل ما يقوله، بما في ذلك تأييده لشرعية محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، والحكومة التي انبثقت عن المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي يؤكد أنه انبثق عن الإنتخابات الأكثر نزاهة في التاريخ الفلسطيني.
ويكشف المصري عن أن المنتدى سيتم الإعلان عن تأسيسه في الخريف المقبل، وربما في تشرين أول/اكتوبر المقبل، بعد استكمال الإجتماعات التأسيسية في الداخل والخارج. وينفي أن تكون السلطة تؤيد التحرك الذي يقوم به، ويقول لا تصدق من يقول ذلك، لكنه يستدرك قائلا إنه شخصيا لو كان فتحاويا، لأيد هذا المشروع بسبب صدقية القائمين عليه.
هنا القسم الأول من هذا الحوار:
انشغل الإعلام الفلسطيني والعربي مؤخرا بخطوة ذات طابع سياسي تعتزمون الإقدام عليها، وهي تأسيس متندى فلسطين.
ما هو هذا المنتدى..ما أهدافه..ومن يشارك في تأسيسه إلى جانبك..؟
ـ بدأ الحديث عن تأسيس المنتدى منذ فترة طويلة، ومنذ زمن أبو عمار.. في 1/8/2004. كنا قد أقمنا حفلا لأبي عمار من أجل أن نسلمه شهادة دكتوراة فخرية من جامعة القدس في أبو ديس، بصفتي رئيس مجلس أمناء الجامعة، وقد طرحت الفكرة عليه يومها، فقال إنها فكرة عظيمة، و منذ ذلك الوقت بدأت أفكر بضرورة ظهور صوت مجتمعي، لم يكن يدور في خلدي يومها أن نقدم على خطوة سياسية. لكن الفكرة نامت بعد ذلك، لأن وجود أبو عمار كان يمثل صمام أمان..كان هناك فساد وفلتان أمني، وسبق لي أن ألمحت إلى ذلك في الخطاب الذي ألقيته خلال حفل تسليمه شهادة الدكتوراة الفخرية، حين ذهب مجلس أماء الجامعة وعمادتها إليه في مقر المقاطعة الذي كان يخضع يومها للحصار الإسرائيلي..
كانت هناك علاقة قوية جدا..جدا بيني وبين أبو عمار منذ 1963، ولا زلت مؤمنا به لأنه كان بطلا، وإيماني به كما كان ايماني يوما بجمال عبد الناصر. ولولا ياسر عرفات لما عدنا لفلسطين..بالطبع ارتكب أخطاء كبيرة جدا وشنيعة جدا، لكنه بالنسبة لي القائد يحاكم، لكن البطل لا يحاكم..
من هم المؤسسون لمنتدى فلسطين إلى جانبك..؟
ـ كثير من الشخصيات..والهيكل التنظيمي للمنتدى عامودي يبدأ بالعامل وينتهي بالدكتور والمهندس..يمثل جميع أطياف الشعب الفلسطيني، ويدفع الجميع اشتراكه كل حسب قدرته، مع مراعاة التساوي في الأصوات، ودون انتظار أن تدفع لنا هذه الدولة أو تلك، من أجل أن يشعر كل واحد أن هذا المنتدى هو منتداه. وقيادة المنتدى ستكون منتخبة، وتحاسب كل سنة على ما أنجزت.
بدايات التحرك
ذكرت بعض الصحف العربية أن مؤسسي المنتدى والذين يقفون وراء هذا المشروع هم مجموعة من التجار والمستثمرين..؟
ـ أبدا..نحن نتحدث عن هذا المشروع منذ أكثر من سنة..مبادرة القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني التي طالبنا فيها بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في فلسطين شيئ آخر. وعلى إثر مطالبتنا تلك تشكلت حكومة الوحدة الوطنية.
وقد زرنا يومها الرئيس أبو مازن كوفد يمثل كل قطاعات المجتمع المدني، ورآسة الوزراء ممثلة بشخص الأخ اسماعيل هنية، وزرنا كل الكتل البرلمانية ومعظم الشخصيات العربية والفصائل الوطنية الفلسطينية ووضعناهم في صورة مبادرة القطاع الخاص لكي نحمي المشروع الوطني الفلسطيني، ومضومنها تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات مصداقية، تشكل من تكنوقراط مشهود لهم بالوطنية، ولديها القدرة على العمل والعطاء.
وقد استجاب الرئيس أبو مازن يومها للفكرة، كما أشاد بها الإخوة في "حماس" وقالوا إنهم يريدون دراسة الفكرة..وعقدنا اجتماعات متعددة لهذه الغاية، لكن الفكرة لم تر النور، وخرجت مبادرة الوفاق الوطني التي صاغها الأسرى في سجون الإحتلال، ومن مختلف الفصائل، وقد ايدناها في حينه كونها ذات قدسية أكثر من مبادرة القطاع الخاص.
ما أريد قوله أننا لم نتحرك الآن لتشكيل منتدى فلسطين كردة فعل على ما حدث في غزة..نحن نعمل منذ زمن طويل لمعالجة الوضع المزري، والأخطار التي تتهدد المشروع الوطني الفلسطيني.
على كل تشكلت حكومة الوحدة الوطنية على قاعدة تقاسم السلطة بين "حماس" و"فتح"، دون انكار للذات.
خلال الأشهر القليلة الماضية بدأنا بعقد العديد من الإجتماعات في مختلف المحافظات تحدثنا خلالها عن ضرورة أن تكون هناك كلمة لمؤسسات المجتمع المدني والمستقلين فيما يتعلق بالقرارا الإقتصادي والسياسي..من خلال تيار أو تجمع، واتفقنا مع الإخوة الذين شاركوا معنا في الإجتماعات على اسم منتدى فلسطين ليشكل بوتقة تجمعنا، ثم نرى لاحقا ما الذي يمكن أن يشكله هذا التجمع، وإلى أين يمكن أن يصل بنا.
مواصفات المنتدى أنه يتشكل من مجموعة من الفلسطينيين المشهود لهم بالوطنية، ولم يوصموا بالفساد، وهم ديمقراطيون..لديهم فكر ديمقراطي.
نحن رؤيتنا أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ونحن مع اصلاحها بالكامل، وهي يجب أن تكون هي الغطاء والمرجعية لكل الأطياف الفلسطينية.."حماس".."فتح" وجميع الفصائل الأخرى، والشخصيات المستقلة المشكلة للمنتدى.
مع حكومة فياض والمقاومة
لفت نظري في كلامك أمران هما الدعوة لتشكيل حكومة تكنوقراط منذ البداية، وقبل أن تنشب الخلافات بين "فتح" و"حماس"، وأن يكون هناك دور لأصحاب رؤوس الأموال والتجار..
ـ لا..لا.. القطاع الخاص والمجتمع المدني..أو المجتمع المدني بما فيه القطاع الخاص..والمثقفيهن وأساتذة الجامعات..إلخ.
من ضمن الأسماء المعروفة التي شاركت في الإجتماعات التأسيسية للمنتدى الدكتورة حنان عشراوي، لكنها تنفي الآن أن لها علاقة..
ـ حنان حضرت معنا، "بتيجي وبتروح"، لكن هذا "الحكي" سابق لأوانه، من قبيل الإحترام، لأن الواحد يمكن أن يغير فكره..ما زال لدينا العديد من الإجتماعات المبرمجة قبل اعلان تأسيس المنتدى.
كأن الموعد المقرر لإعلان قيام المنتدى في شهر ايلول/سبتمبر..؟
ـ لا..في تشرين أول/اكتوبر، أو في الخريف..نحن بانتظار أن "تستوي العملية كلها". ونأمل أن يشارك في المؤتمر التأسيسي ما بين 400 إلى 600 شخص من كل الأطياف الفلسطينية، ليطرح عليها مشروع البيان المعد كأرضية للنقاش والتغيير والتعديل، إلى أن يقر في صيغته النهائية.
حين تكون حنان عشراوي معكم، وهي التي خاضت الإنتخابات التشريعية مع سلام فياض، فإن هذا يستدعي السؤال كم هو فياض قريب منكم أيضا..؟
ـ هذه مجرد افكار، فإن تطابقت أو تقاطعت افكار فياض مع ما نفكر نحن فيه، فإننا نؤيده.
ما أريد قوله هو أن حكومة سلام فياض لا تضم أي فتحاوي، أو أي مناضل من أي فصيل على الإطلاق.
لم فكرت منذ البداية أن تكون الحكومة الفلسطينية حكومة تكنوقراط وليست حكومة فصائل أو مناضلين..؟
ـ نحن مع كل الإحترام للذي قامت به "فتح" وكل الفصائل، ولا ننسى الشهداء الأبرار الذين سقطوا من أجل فلسطين، لكن يجب أن تكون الحكومة الفلسطينية قادرة على جعل فلسطين جزءا من العالم. وهذا يستدعي حكومة تكنوقراط..يذهب وزراءها لوزاراتهم في الثامنة صباحلا، ويعملون في وزاراتهم..لا أن تقوم زوجة الوزير أو ابنه بقيادة سيارة الحكومة، ويكون معه عشرون مرافقا..!نريد حكومة حين تجتمع يكون هناك محضر لاجتماعاتها.
حكومة فياض أقرب ما تكون إلى حكومة تكنوقراط، وأنت من دعاة تشكيل حكومة تكنوقراط..
ـ "مظبوط".."مظبوط"..أنا مؤيد لهذه الحكومة. أرى فيها كثير من الأشياء الإيجابية، ويجب أن تعطى المجال لتنفذ خططها.
ما هي الإيجابيات التي تراها في حكومة فياض..؟
ـ أولا لا توجد لديهم عصبوية. توجد في البلد محنة اقتصادية يحاولون الخروج منها، ومع أن قضيتنا سياسية في الأساس، لكن الإقتصاد يلعب دورا فيها. والشعب يتطلع لحكومة لديها مصداقية. والوزراء المشكلة منهم هذه الحكومة نوعيتهم جدية.
لا تصدق
بعض الدبلوماسيين العاملين في السفارة الفلسطينية في عمان يقول إنه معني بمشروع المنتدى، وأن السلطة معنية بإنجاحه، وهم يدعون الناس للعمل معكم، والمشاركة في مؤتمركم المقبل..؟
ـ لا تصدق. هم يعرفون أن لدينا مصداقية لأنه لا توجد لدينا مآرب خاصة أو سياسية. وكل عاقل يشجع مثل هذا المنحى في العمل..أنا لو كنت في "فتح" لشجعت هذا المشروع..
المفروض أن تكونو قريبين من أبو مازن الذي يشكل حكومة لا علاقة لها بالفصائل، لأنكم تدعون إلى ذات الشيئ..؟
ـ لا..لا..أنا حتى إذا هناك دكتور صاحب اختصاص وينتمي لـ "حماس" لا مانع من الإتيان به وزيرا في حكومة تكنوقراط. أنا لا أعرف لم التعقيد..؟المهم أن لا يغلب الوزير حزبه، ومصالح حزبه.
اللافت أنكم تدعون لحكومة تكنوقراط كما هي حكومة فياض، لكن عناوين برنامجكم السياسي مختلفة عن عناوين برنامج حكومة فياض وما يدعو له..أنتم مع المقاومة، وهو ضد المقاومة..؟
ـ أنا لا أعرف برنامجه..إذا كان ليس مع المقاومة الشرعية التي نحن معها، فنحن نختلف معه. وعلى العموم هو يقول الآن أن ما قاله عن المقاومة جرى تحريفه. أنا قضيتي الأولى هي مقاومة الإحتلال وإخراجه.
إذا كانت فكرة منتدى فلسطين جيدة فإنها مؤهلة للنجاح، وإن لم تكن، فلا ضرورة لها..
لكن الفكرة في الحالتين هي الإبتعاد عن السياسيين..عن الفصائل.. إلى التكنوقراط..؟
ـ الفكرة أن يكون المنتدى عملا مستقلا، لا ازدواجية فيه..
أن يكون مستقلا عن الفصائل في النهاية..؟
ـ مستقل..مستقل..
وأنتم حين تتحدثون عن وحدانية التمثيل لمنظمة التحرير تتحدثون كذلك عن تمثيل المنتدى في المنظمة..؟
ـ صحيح، لكن اعضاءه مستقلون..
وبالتالي لا نستطيع أن نفهم من هذا الكلام أن المشروع المطروح هو مشروع اجتماعي، طالما أنه سيكون جزءا من التمثيل السياسي للفلسطينيين..؟
ـ لم لا..؟أنا الآن عضو في المجلس الوطني الفلسطيني..
دور سياسي مجتمعي
السؤال لا يعارض وجودكم في منظمة التحرير، لكنه يلفت إلى أنكم تطرحون انفسكم كمنتدى ذا طابع اجتماعي، ثم تريدون ممارسة دور سياسي، وتنادون بتداول سلمي للسلطة ستكونون من خلال عضويتكم في منظمة التحرير أحد الأطراف الساعية إلى التداول..؟
ـ البرنامج السياسي للمنظمة ينص أولا على أن منظمة التحرير، ووثيقة اعلان الإستقلال هما المرجعية، كما يؤمن بالشرعية العربية..وآخر شيئ يؤمن به الإخوان هو المبادرة العربية.
نحن نتحدث عن حدود 1967 كإطار سياسي..السياسة موجودة في برنامجنا. نحن قابلون بالذي جرى، ونقدر البرنامج الوطني الفلسطيني الذي يتمثل روحية مواقف حركة "فتح"، ووافقت عليه الفصائل الأخرى في منظمة التحرير..
تعني وثيقة الإستقلال..؟
ـ نعم..وثيقة الإستقلال، الذي اقرته دورة المجلس الوطني في الجزائر في تشرين ثاني/نوفمبر 1988..
العجلة موجودة، فما الذي سيعمله المنتدى..؟سيعمل في الحياة المجتمعية، نريد تأسيس فرق كشفية، وفرق فنية وثقافية، وننفذ مشاريع انتاجية تخفض من سقف البطالة..نريد اشعار الطفل بطفولته، عبر التشجيع على بناء المدارس الإبتدائية ورياض الأطفال التي تخلق الجيل الفلسطيني الجديد..
وكل هذا يصب في النهاية باتجاه انشاء حزب سياسي..؟
ـ لم لا..؟الله يحييه. إذا نجح المشروع وتوافق عليه الناس فليكن. ستكون لجنة للعضوية، ولن تكون ازدواجية في الولاء لدى اعضاء المنتدى، وسيقوم بكل الأعمال المجتمعية، وكذلك السياسية.
في الوقت الذي تطرحون فيه انفسكم كطرف سياسي مجتمعي ممثل في منظمة التحرير الفلسطينية، وتدعون إلى تداول سلمي للسلطة، تتحدثون كذلك عن شرعية الرئاسة الفلسطينية، وشرعية المجلس التشريعي، كما هو وارد في مشروع برنامجكم الذي بين يدي..وهذا يعني اعتراف بشرعيتي "فتح"، و"حماس"..
ـ منظمة التحرير نريدها أن تكون خيمة لكل الفلسطينيين بكل اطيافهم وشرائحهم. نريدها كما كانت، مع شيئ من التوسعة لأن "حماس" والجهاد الفلسطيني لم تنضما بعد لمنظمة التحرير، وهما من بين النسيج الفلسطيني، وقد فازت "حماس" بالإنتخابات..
شرعية الرئاسة والمجلس
حين تتحدثوا عن شرعية الرئاسة الفلسطينية، وشرعية المجلس التشريعي، في وقت تعترف فيه "حماس" بشرعية الرئيس، لكن الرئيس ما عاد يعترف بشرعية الحكومة التي انبثقت عن المجلس التشريعي. هنا يوجد تبايبن بين موقفكم وموقف الرئيس، وموقفكم يكاد يكون أقرب إلى موقف "حماس" في هذه الجزئية..
ـ لا..نحن موقفنا ديمقراطي لا يستطيع أن يتجاهل الإنتخابات التشريعية التي حصلت. لا نستطيع القول أنه لم تجر انتخابات، أو أنها لم تكن نزيهة.
أنا كنت أحد الذين شاهدوا الكيفية التي أجريت بها الإنتخابات، والتقيت جيمي كارتر، الرئيس الأميركي الأسبق الذي شارك في مراقبة نزاهة الإنتخابات..بل هي ربما تكون واحدة من أنزه الإنتخابات الفلسطينية، وأنا راقبت أيضا الإنتخابات التي فاز فيها أبو عمار، وشارك كارتر أيضا في الإشراف عليها.
ينص مشروع برنامجكم أيضا على التأكيد على "حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال بكافة الأشكال التي يقرها القانون الدولي"..وهذا المصطلح يعني أيضا المقاومة المسلحة..
ـ أي شيئ يكفله القانون الدولي نحن معه. نحن مع المقاومة، نحن مشكلتنا الأساسية هو الإحتلال، الذي نريد أن نزيله. وأنا، بالرغم من كبر سني أتمنى أن أحمل السلاح إذا أجبرت على ذلك.
هذا الموقف يختلف عن موقف أبو مازن..
ـ لا يختلف..لا يختلف..
وهو يختلف عن مواقف الناس الذي اجتمعوا في بيروت في أيار/مايو الماضي تحت عنوان اعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير، وكانوا ضد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة المسلحة للإحتلال، ومع فتح الميثاق الوطني الفلسطيني للتعديل على مصراعيه في هذا الإتجاه..
ـ أنا موقفي ورأيي أن الذي تعطينا اياه الشرعية الدولية من حق في مقاومة الإحتلال، يجب أن نمارسه. ومن جهتي أنا ضد التفجيرات التي تستهدف المدنيين الأبرياء..أما عسكري مقابل عسكري، لم لا..؟أنا خاضع للإحتلال، ومن حقي أن أفعل كل ما تسمح لي به الشرعية الدولية، مع أنني في داخل محب للسلام. ما فعله المهاتما غاندي يمثل أقوى مقاومة للإحتلال..
لكن الإحتلال البريطاني للهند لم يكن استيطانيا، في حين أن الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو استيطاني..غاندي الفلسطيني "ما بتظبط معه"..؟
ـ الإنجليز لم يكونوا يريدوا الخروج من الهند، كما أن الفرنسيين لم يكونوا يردوا الخروج من الجزائر..
غير أن حتمية التاريخ تفرض في النهاية خروج أي استعمار من هذا القبيل..
ـ "مظبوط".. نحن يجب أن نبذل كل طاقاتنا السلمية، فإن لم نحقق النتائج المرجوة، يكون من حقنا ممارسة كل أشكال المقاومة.
الأزمة الراهنة
من بين اهدافكم أيضا اعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية..ومؤتمر بيروت كان يهدف إلى ذات الهدف..أين تختلفوا وأين تتفقوا مع الداعين لمؤتمر بيروت..؟
ـ أنا لا أعرف شيئا عن مؤتمر بيروت، لكن ما تنامي إلى أن مؤتمر بيروت لم يكن منتجا..نحن نقول نريد منظمة تحرير حاوية لكل الأطراف الفلسطينية، في حين أن مؤتمر بيروت لم يكن بمثل هذه المواصفات.
ما هي رؤيتك لحل الأزمة الفلسطينية الراهنية، بعد أن تحولت الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967 إلى كيانين، وبغض النظر عن النوايا فإن النتائج خيانية..؟
ـ "مظبوط"
ما هو الحل..؟
ـ نحن في المنتدى طموحنا أن يكون باكورة عملنا هو ازاحة الإحتلال، لكن الواقع يفرض علينا الآن العمل من أجل أعادة غزة للضفة، والضفة لغزة.
السؤال كيف..؟
ـ نحن منتدى نعمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية "مظبوطة" من كل النواحي..حكومة تكنوقراط مشهود لها بالوطنية، وعندها يتفعل الوضع، وتسحب الإمتيازات التي اعطيت لـ "فتح" و"حماس" ونحيد الأجهزة الأمنية، التي لا يجوز أبدا أن تكون أجهزة فصائلية، وبعد ذلك ندعو إلى ميثاق شرف يلتزم به الجميع. وأنا متفائل رغم أن عمري بات على عتبات 74 عاما. ونأمل ونتمنى أن ننجح في مسعانا ما دام لا أطماع سياسية لدينا..وأنا أرى أن أسباب النجاح لدينا أقوى من أسباب الفشل.
هل فاتحت محمود عباس واسماعيل هنية في هذا الأمر..؟
ـ هما يعرفانه.
هل تحدثت معهما به..؟
ـ شخصيا لم أتحدث معهما فيه، لكنهما يعرفان هذه الأفكار لأنه سبق لي الإجتماع مع الإثنين وهما يعرفان افكاري. وعلى العموم هذه محض افكار، ذلك أن مشروع المنتدى لم يكتمل بعد، وهي أفكار نأمل أن تتبلور بعد اكتمال الإجتماعات المقررة.
هل شاركت في الإجتماع الأخير للمجلس الوطني الفلسطيني..؟
ـ لا..لم أكن موجودا، ولو كنت موجودا لشاركت.
ما رأيك بالقرارات التي اتخذها المجلس المركزي، خاصة لجهة الدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة..؟وهل يكمن الحل في هذه القرارات..؟
ـ لا..لا..
لماذا..؟
ـ لأن الحلول يجب أن تكون توافقية.."فتح" و"حماس" تمثلان معا ما بين خمسين وستين بالمئة من المجتمع الفلسطيني، وبقية الناس لا صوت لهم. يجب أن نحاول العمل معا، وبروحية الفريق الواحد. فلسطين ليست حكرا لـ "حماس" أو "فتح". المشروع الوطني الفلسطيني أهم من الجميع.