مشكلة!! فما زال يعتقد ان بكمه «انظف» بكم في القرية، وان «سياقته» هي أفضل سياقة على وجه التاريخ..وفوق ذلك لا يطيق ابداً ان يلمس أحدهم زر الراديو ، او يحاول فتح «الجيبة» الأمامية ، او حتى ان يحاول تعديل كرسيه ليرتاح..فهو لا يتواني عن استخدام احدى العبارات او التعبيرات التالية اذا ما اقدم الراكب معه على فعل من الافعال السابقة او كلها ...
«قيم ايدك»: يقولها لمن اراد ان يبحث عن موجة جديدة بدلاً من موجة «الوشيش» التي تنبعث من المحطة الملغاة...»دشّر..لا تصيب» عادة ما يطلقها اذا ما دفع احدهم الفضول لمعرفة ما في «الجيبة» الأمامية..وأخيراً تأفف ،نفخ، يتبعها «اللهم يجيبك يا طولة الروح» عندما يحاول احدهم تقديم الكرسي الجانبي أو تأخيره او البحث عن حزام الأمان..
قبل يومين أصر ابو يحيى ان يأخذ رجال الحارة ليريهم أرضه التي «سيستصلحها» خلف وادي «المقاليب»..فالح الاطرم في الكرسي الأمامي وكالعادة «غايب فيلة» ، جوز فزّة ، ابو طايل ، عودة «الامزط» في الكرسي الخلفي..بينما ابن تركية ومصطفى فغاغا يجلسان في الصندوق الخلفي..ثمة صفير حاد وملحوظ يصدر كلما وضع ابو يحيى رجله على «البريك»..مما أخرج جوز فزّة عن صمته فوضع يده على كتف ابو يحيى»خيوه..المزاقاة هاي..من البريكات..غيرهن «...رفع ابو يحيى رأسه وبدأ يحاوره من خلال المرأة قائلاً: «انداري..عاد قبل يومين غسلت البكم»..فاستغرب جوز فزّة الاجابة البعيدة عن محتوى السؤال ..فعاد وكرر الملاحظة» شو دخل الغسيل؟..بقلّك المزاقاة والصفير من البريكات، بدهن غيار»..ابو يحيى من جديد» أي فاهم عليك..مانا قلت لك غسلته قبل يومين «...بعد دقائق شاهد مطباً على بعد 50 مترا...وضع رجله بكل قوتها على «البريك» لكنه لم يستطع كبح جماح «البكم» فارتطمت رؤوس الركاب بالسقف وسقط عقال فالح الاطرم في حضنه من شدة «المطبّ» ،هنا تدخل ابو طايل» يا رجل ..بريكاتك مستويات غيرهن..المطب طلع من روسنا»..نظر ابو يحيى من جديد بالمرآة وبدأ يخاطبه» هاليومين بدي ادهنه ان شاء الله»..نظر جوز فزة الى ابي طايل بنظرة استهجان ثم عاد كل منهما ليتابع الطريق من نافذته... بعدها بأقل من كيلو، رجل ابو يحيى تضغط اقصى ما يمكن ان تضغطه على دواسة البريك...»زيييييييييق» كاد ان يدخل ابو يحيى في «صهريج نضح»...الله لطف..وفي إصبعيه؛ الشاهد والأوسط «وكز» عودة «الامزط» كتف ابي يحيى..محتجاً « هي خالي..مشان طقم بريكات هامل ب9 ليرات بدك تضيع 6 زلم»..ابو يحيى من جديد «انداري عنكو عاد والله المسّاحات جداد»...في أول النزول ..جرّ معه كرتونه فارغة...ثم حدثت كركرة بين الدواليب اغمض على اثرها الجميع عيونهم لقد «دهس قطّة» الحجي !!..التفت فالح الاطرم وسأله باستنكار» فرمتها «؟...فهز ابو يحيى رأسه مقراً...بدأت تتزايد اصوات التخبيط والتحذير في الصندوق الخلفي مع تزايد السرعة في نزول وادي المقاليب الحاد ،..»وقّف..وقّف..وقّف..مشان الله نزلني..بعرض الولايا..ول»...
طاخ ..طيخ...دوووووووووووووووووب ...
ابو يحيى في قاع الوادي..
مشان طقم «بريكات»..شطب البكم الحجي.
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)