«كيف نصون حرمة شهر رمضان المبارك» : ندوة نظمتها «الحقيقة الدولية للدراسات والأبحاث» و«شبكة إسلامنا»
05-09-2007 03:00 AM
أوصت ندوة متخصصة نظمتها «شبكة إسلامنا» بالتعاون مع مركز «الحقيقة الدولية للدراسات والأبحاث» مساء الأحد الماضي، في العاصمة الأردنية عمان، بضرورة تفعيل القوانين المتعلقة بصون حرمة شهر رمضان الفضيل، وتطوير المادة الوحيدة في قانون العقوبات رقم 274 والخاصة بعقوبات من يضبط مفطرا في رمضان لتنص بشكل صريح غير قابل للتأويل أو الاستثناء أو التصاريح الخاصة بيع الخمور في كافة المنشآت دون استثناء على الأراضي والأجواء الأردنية، ومنع فتح دور اللهو والبارات ومحلات المجون مثل الديسكوهات ودور المساج وغيرها، في شهر رمضان كخطوة أولى يتم العمل على تعميمها طوال العام تنفيذا لشرع الله عز وجل، بالإضافة إلى تغليظ العقوبات المدرجة في ذات المادة. وثمن المشاركون في الندوة التي عقدت تحت عنوان: «كيف نصون حرمة شهر رمضان المبارك» موقف وزير الداخلية الأردني عيد الفايز بمنع بيع الخمور وغلق النوادي الليلية طوال الشهر الفضيل دون إستثناء لأية منشأة سواء كانت فندقية أو غيرها ومنع فتح المطاعم أبوابها خلال فترة النهار، وذلك بعد الجدل الكبير الذي ساد الشارع الأردني اثر تعليمات محافظ العاصمة والتي سمح بموجبها للمطاعم السياحية والكوفي شوبات والمتنزهات السياحية ومطاعم الوجبات السريعة المصنفة سياحيا لدى وزارة السياحة بفتح أبوابها خلال شهر رمضان المبارك ليلا ونهارا بالإضافة إلى السماح ببيع الخمور في الفنادق المصنفة من ثلاث إلى خمس نجوم حيث أعتبرت تلك التعليمات إنتهاكا رسميا لحرمة الشهر الفضيل وتحديا لمشاعر المسلمين واستفزازا لهم.
كما دعت الندوة، التي شارك فيها عدد من العلماء الأجلاء وممثلون عن وزارة الأوقاف ومديرية الأمن العام ونقابة تجار المواد الغذائية، وأدارها رئيس مجلس إدارة «الحقيقة الدولية» الدكتور زكريا الشيخ، إلى تشديد الرقابة والعقوبات على التجار المخالفين والعمل على الحد من استغلال المواطن من خلال الدوائر المختصة وعلى رأسها وزارة الصناعة والتجارة.
وأوصت الندوة بضرورة تأسيس هيئة مستقلة ذات صلاحيات فاعلة لضمان حماية المستهلك والتي سيكون من أهم مسؤولياتها توعية المستهلك وتوجيهه في ترشيد الاستهلاك واختيار السلع التي تتناسب ودخله، وذلك من خلال توفير بدائل للسلعة الواحدة بما يتناسب مع الدخول المالية لفئات المجتمع المختلفة بالإضافة إلى الإسراع في إقرار قانون حماية المستهلك من قبل الحكومة وفيما بعد يتم إقراره من قبل السلطة التشريعية.
وناشد المشاركون الحكومة بأهمية إعادة النظر في الضرائب المفروضة على السلع الأساسية والتي ترهق جيب المواطن وتنعكس سلبا على دخله.
تفعيل دور الإرشاد والأمن العام
وطالبت الندوة بضرورة تفعيل دور الإرشاد والوعاظ ووسائل الإعلام في تبيان غايات وأهداف الصيام وفضائل شهر رمضان المبارك وآدابه، ومخاطر ظاهرة احتكار المواد الغذائية والتركيز على أن هذه السلوكيات لا تتوافق مع غايات وأهداف فريضة الصوم بالإضافة إلى السماح لوزارة الأوقاف بالقيام بمهمة الإشراف على البرامج التي تلي فترة الإفطار مباشرة والأفلام وخاصة التاريخية منها التي تعرض على شاشتنا الوطنية (التلفزيون الأردني) بما يحفظ حرمة الشهر الفضيل ويصون عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية ويمنع عرض أفلام تاريخية تتضمن تزويرا للتاريخ وتجاوزا على صورة الصحابة الكرام كما حصل في بعض المسلسلات التي عرضت خلال الدورة البرامجية لشهر رمضان الماضي.
وشدد المشاركون في الندوة على أهمية دور وزارة التنمية الاجتماعية والحكام الإداريين في القضاء على ظاهرة التسول التي تكثر في شهر رمضان المبارك، من خلال تشديد الرقابة على هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع الأردني وإيجاد الحلول البديلة لمعالجتها من خلال توجيه الجمعيات الخيرية العاملة في شهر رمضان للاعتناء بهذه الشريحة، كما أشاد المشاركون بالدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف وصندوق الزكاة التابع لها في توزيع الصدقات والزكوات للفقراء في الشهر الفضيل وموائد الرحمن وغيرها من الأنشطة آملين أن تراقب الوزارة أية تصرفات فردية من موظفيها قد تؤدي إلى خدش كرامة الإنسان أثناء عملية توزيع المساعدات.
كما دعت الندوة الى ضرورة القيام بحملة توعوية من قبل الأمن العام والدوائر المختصة وتفعيل دور المسجد للحد من ظاهرة حوادث الطرقات خاصة في الفترة التي تسبق موعد الإفطار ونشر الدوريات وتشديد الرقابة في هذه الفترة بالإضافة إلى تشديد الرقابة في فترة الإفطار للحد من ظاهرة سرقة المحلات التجارية والبيوت التي قد تتزامن وهذه الفترة التي تخلو الشوارع خلالها من المارة.
الشيخ: للدين حرمة ولشعائره قدسية ولكل مجتمع خصوصيته التي على المقيم والزائر والسائح ان يراعيها
وفي كلمة الإفتتاح قال الدكتور زكريا الشيخ إن هذه الندوة تعقد من باب تعظيم شعائر الله والذود عن الدين وتصحيح المسار بالحكمة والموعظة الحسنة، بعيدا عن تجيير الدين لمصالح حزبية وشخصية ضيقة، ومن باب النصح والمشاركة في تنبيه صناع القرار لقضايا قد تكون خافية عنهم أو اعتادوا على ممارستها دون الرجوع الى شرعيتها من الكتاب والسنة.
وأضاف .. لا بد ان تعظم شعائر الله ليكون الوطن بشموليته ومن جميع أبنائه ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية فريقا واحد متراصا كالجسد الواحد يتكلم بلغة واحدة وبهدف مشترك لننتصر جميعنا لديننا ونحفظ شعائرنا ونرسخ مفهوم العودة الى أصول الدين من منابعها الصافية النقية من كتاب الله وسنة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وبين الدكتور الشيخ ان الندوة «تخرج عن المألوف لتناقش قضايا معاصرة وتقرع أبوابا أغلقت بإحكام يعد الولوج فيها من باب الرجعية وعدم التمدن» مضيفا أن «للدين حرمة ولشعائره قدسية ولكل مجتمع خصوصيته التي على المقيم والزائر والسائح ان يراعيها ويأخذها بعين الاعتبار».
وأشار الى ان «مدار بحث الندوة شهر رمضان المبارك حيث تستعد النفوس المؤمنة لاستقباله سعيا منها لنيل الجائزة الكبرى، فللصائم فرحتان يفرحهما: حين يفطر وحين يلقى ربه، ولشعورنا بالمسؤولية تجاه الممارسات الخاطئة في ظل غياب التشريعات الرادعة التي ترافق شهر الرحمة والفضيلة كان لا بد لنا ان نركز على المحاور التي وضعت على أجندة هذه الندوة للخروج بتوصيات عملية ترضي وجه ربنا الكريم وتعظم شعائر الله لتقديمها للجهات ذات العلاقة سعيا للعمل بها واعتمادها».
العوايشة: فرصة للالتقاء والمحبة
من جانبه قال فضيلة الدكتور أحمد العوايشة رئيس الهيئة الشرعية لشبكة إسلامنا
(WWW.ISLAMOUNA.INFO) ورئيس المركز الثقافي الإسلامي في الجامعة الأردنية، ان شهر رمضان دورة تدريبية يجدد بها الإنسان نشاطه وإيمانه ويسعد بهذا الشهر الكريم وتلتقي فيه النفوس على الخير وعلى المحبة وطاعة الله.
وأضاف العوايشة ان “الأسرة لا تلتقي إلا نادرا في الأيام العادية، إلا أنهم في شهر رمضان يلتقون على الإفطار جميعا، لأنه في غير رمضان تجدون ان الأب يعمل والأم تعمل والأبناء في المدارس والجامعات، وقد يلتقون على وجبة أو لا يلتقون، أما في رمضان فهم يلتقون على الإفطار ويتواصل الناس بالخير والمحبة”.
وبين العوايشة ان النفوس والهمم تنشط في هذا الشهر الفضيل في الوقوف في وجه التيار الافسادي الذي يريد ان ينغص على الناس فرحة طاعتهم لله سبحانه وتعالى، وبأسلوب الحكمة والحوار والالتزام بعيدا عن تجيير هذا الموقف لمصالح شخصية، لان المشكلة التي نعاني منها ليست في قضية النصوص وإنما في أسلوبنا في التعامل مع النصوص وفي أسلوبنا في التعامل مع الناس وفي أسلوبنا في التعاون مع المسؤولين، فان ظنوا ان هذا العمل الذي نقوم به خالص لوجه الله سبحانه وتعالى قبلوا منا ذلك، وأن ظنوا ان وراءه مصلحة شخصية أو توجهات سياسية أو انتخابية أعتقد ان المسؤول لن يسمع على الإطلاق منا، ولذا علينا ان نكون واضحين وان نبتغي خدمة ديننا وبلدنا.