ما زالت معظم المقالات تكتب تحت وقع الاستغراب والاستعجاب والاستهجان وكل مشتقات «الاستفعال»، وما يرافقها من فتح للأيدي وتدلّ للشفاه السفلى وحكّ «لمثلث الشوارب»..كيف يستقيل العين أو الوزير مفضلاً « الاحتفاظ بالجنسية الأجنبية» على خدمة وطنه وشعبه؟..الناس مشغولة بالقانون والأصل ان تنشغل بالمبدأ..مشغولة بــ» لماذا» والأصل أن تنشغل بــ»كيف»؟. لن افلسف الأمور اكثر لكني أرغب في توضيح بعض النقاط حول « ازدواج الجنسية» لأختم مقالي بكيف حصل هؤلاء على الجنسية الأجنبية و»الأمريكية» تحديداً لأن فيها «الطمعة»..
اولاً: الاستقالة من المنصب ليست ضعف انتماء ولا هي «جميلة» يحملنا اياها صاحب «الجواز» فالاستقالة « هي وقلّتها واحد» لأن نص الدستور يُسقط المنصب فوراً عن شاغله فور ان انطبق عليه «حمل الجنسيتين» حسب المادة العاشرة في مشروع التعديل»أن لا يلي منصب الوزارة وما في حكمها إلا أردنيا لا يحمل جنسية دولة أخرى» أي يحرم «حرمة أبدية» على من يحمل جنسية أخرى هذا المنصب، واذا كان يشغله «فليورجينا عرض اكتافه»..
ثانياً: عدم التقدم بالاستقالة لا يعني ابداً زيادة في الانتماء ولا هي «جميلة» ايضاَ يحملنا اياها لبقائه في منصبه ..بل هو مخالف للدستور روحاً ونصاً حسب نفس المادة ويجب «إقالته» فوراً.
ثالثا: بعض الوزراء تحايلوا على الناس والدستور عندما قالوا انهم تخلّوا عن جنسيتهم «الأمريكية» بعد 5 دقائق من المصادقة على التعديلات الدستورية علماً انه معروف ان من الصعب جداً التخلي عن الجنسية الامريكية الا في حالات محددة كـــ «الخيانة العظمى ..او الانتساب الى احدى المنظمات الارهابية او الإضرار بالأمن القومي..وغيرها» .. ما عدا ذلك يجب ان يتقدم صاحب الجنسية بطلب الى الحكومة الأمريكية يطالب فيه إسقاط الجنسية عنه مبيناً أسبابه اثناء تحقيق خاص اثناء النظر بطلبه، ويبقى للحكومة المتحدة ان تقرر بالقبول أو الرفض ..
رابعاً: بعض النواب ما زالوا يتهرّبون من القانون، منكرين انهم يحملون جنسية أجنبية ومحتمين بنفس الوقت بعبارة : كانّك زلمة اثبت انه معي جنسيتين»!!.
الآن انتهينا من الإيضاحات التي ما زالت تثار كل يوم، كيف «فضلوا المنصب على الجنسية أو الجنسية على المنصب»؟!!..
***
قلت في بداية المقال الناس مشغولة في القانون والأصل ان تنشغل في المبدأ..هل تعرفون با سادة ما هو نص القسم الذي يؤديه الحاصل على الجنسية الأمريكية أمام قاضي الجنسية هناك ..تالياً هو الإجراء؛ ان يضع المُقسم يده على الكتاب المقدس «القرآن، الأنجيل، التوراة « وان يمسك باليد الأخرى العلم الأمريكي وان يتلو النص التالي وأرجو قراءته بتمعن شديد ((أعلن يمينا مطلقاً انني انبذ وأتخلى عن الولاء لكل أمير وملك ودولة والسيادة التي تأتي منها المواطنة. وأنني سوف أدعم وأدافع عن دستور وقانون الولايات المتحدة الامريكية ضد كل الأعداء المحليين والأجانب. وسوف أحمل الايمان الحقيقي والولاء للشيء نفسه (الدستور والقانون). وسوف أحمل السلاح نيابة عن الولايات المتحدة الامريكية عندما يكون مطلوباً بالقانون، ونقوم بالمهام غير القتالية في القوات المسلحة الامريكية عندما يكون مطلوبا ذلك بالقانون. وسوف أؤدي العمل ذا الأهمية الوطنية في اطار التوجيه المدني(الخدمة الاجتماعية)عندما يكون مطلوبا ذلك بالقانون. وانني أخذ هذا الالتزام بجدية وبدون تحفظ وبدون تهرب. فليساعدني الله)).
تُرى من «سمط» هذا القسم الغليظ كيف استطاع ان «يسمط» هذا القسم المضاد عندنا وهو يتولى منصب وزير او عين او نائب ((أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للملك وأن أحافظ على الدستور وأن أخدم الأمة وأقوم بالواجبات الموكولة إلي بأمانة))...
على الأقل، على الأقل، جماعتنا قد حنثوا بأحد اليمينين»يا الأولاني ..يا التيلاني» يا الاثنين معاً..هذا والله اعلم.
* اشكر الصديق ضيف الله بركات على مساعدته لي في الترجمة و»تعباية راسي عليهم»
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)