احتفال عَمّاني يليق بخضوري
عودة عودة
11-10-2011 04:13 AM
قبل عشرات السنين انطلق خريجو مدرسة خضوري الزراعية بطولكرم بفلسطين كالنحل إلى العالم.. وقبل أيام تحلقوا في قاعة الرشيد بمجمع النقابات المهنية والمناسبة كانت احتفال نظمته نقابة المهندسين الزراعين والمناسبة كانت الذكرى 81 لإنشائها وكذلك اشهار كتاب (مدرسة خضوري الزراعية 1930-1964) أعده أحد خريجها الأوائل المهندس الزراعي عبد الرحمن النجاب مدير مدرسة العروب الزراعية وممثل الأردن في منظمة الأغذية والزراعة الدولية سابقاً.
قاعة الرشيد كبرى القاعات في مجمع النقابات المهنية فاضت بالخريجين من هذه المدرسة الزراعية العريقة , أول مدرسة زراعية في فلسطين والمشرق العربي وأشهرها حتى في هذه الأيام ومن بين الخريجين الحضور قيادات وشخصيات مهمة منهم: الدكتور عدنان بدران رئيس الوزراء الأسبق , الدكتور عبد اللطيف عربيات رئيس مجلس النواب الأسبق , والدكتور صبحي القاسم وآخرون....
مُلح وطُرف وذكريات جميلة لا تنسى لمدرسة كانت تتسم بالجد والصرامة, فالعمل يستمر فيها من السادسة صباحاً وحتى السادسة مساء ومن هذه الذكريات الطريفة هروب مديرها الانجليزي (مستر هيل) عند انطلاق الثورة الفلسطينية الكبرى العام 1936 وقد اختلفوا حول طريقة هروبه هل كان من الشباك أو من مسكنه داخل المدرسة وإن كانوا اتفقوا انه هرب للنجاة بحياته , وطرفة اخرى فقد ارجع أحد مدرائها هدية من (المسخن - اكلة فلسطينية معروفة) حملها أحد أولياء الأمور الى ابنه التلميذ في المدرسة قائلاً المدير له: انت قريب من المدرسة ومن السهل أن تأتي بمثل هذه الهدية أما ابن بئر السبع أو مادبا فلا يستطيع القيام بذلك..!؟
وللتذكير فقد كانت هذه المدرسة الزراعية تقبل كل عام (30) طالباً منهم طالبان من امارة شرق الأردن كمبعوثين من الحكومة الاردنية ومن الخريجين الاردنيين اضافة الى الدكتور عدنان بدران والدكتور عبد اللطيف عربيات كل من الدكتور صبحي القاسم والمهندس سمير قعوار ومحمد عبد الرحمن خليفة والدكتور احمد العجلوني (نقيب الاطباء البيطرين الاسبق) وخليل اللوباني وسامي ايوب وشوكت المحيسن واسماعيل حجازي ومحمد نويران وعبد الله حدادين ومروان عبد الحليم النمر وغيرهم, كما ان عملية القبول في المدرسة تتم من خلال لجنة متشددة على رأسها مدير المدرسة والذي كان انجليزياً في بداية تأسيسها وعربياً فيما بعد , واول مدير لها (مستر هيلت) ثم (مستر هيل) واول رئيس عربي لها هو أكرم الركابي ثم أحمد طوقان وعلي رؤوف وشفيق الحسيني وسليم الناشف وغيرهم, وأن جميع طلابها منتظمون وفق نظام داخلي صارم لا يغادرها طلابها إلا ساعتين كل يوم جمعة وبالتحديد الى طولكرم ولا يغادرها أي طالب إلا في الحالات القاهرة جداً.
ومدرسة خضوري طولكرم التي أنشئت على أرض مساحتها 600 دونم تبرع بها الأهالي بعد ان قدم (السير اليس خضوري) من هونج كونج هبة قيمتها (150) الف جينه استرليني تبرع بها لنشر التعليم في فلسطين وقد تم تأسيس مدرسة زراعية الأولى في طولكرم (للعرب), والثانية في طبريا (لليهود) ومن خريجيها ايغال الون واسحق رابين ودافيد ليفي وآخرين من القيادات الاسرائيلية المعروفة.
واجمع المحتفلون على اعتزازهم بمدرستهم ومستوى معلميها ومناهجها العملية والنظرية فالامتحانات صعبة والاسئلة تعجيزية في الغالب, لقد زرعوا في مشاتلها وحقولها كل انواع الثمار والمحاصيل الحقلية وربوا الأبقار والاغنام والنحل وحرثوا الارض بواسطة الخيول والبغال والتركتورات.
نعم انه احتفال عَمّاني مميز ورائع ويليق بمدرسة خضوري وخريجها.