هذه هي المرة السادسة التي يحتضن الأردن فيها أعمال المنتدى الإقتصادي العالمي كموطن ثان له , لكنها مرة فريدة ومميزة.
مرة فريدة لأنها تأتي في ظل مناخ عربي جديد , ومرة مميزة لأنها توفر منبرا حرا لكل الأراء التي تريد أن تقترب من المنطقة في أحداثها ومن كل الأصوات التي تنبعث منها ومميزة أيضا لأنها ستمنح العالم فرصة لنظرة موضوعية لآمال وتطلعات أبنائها.
ثمة رسالة مهمة يريد الأردن أن يرسلها بعقد هذا اللقاء الأممي الفريد على أرضه., فالأردن الذي يستطيع أن يوفر منبرا للتعددية الدولية التي تعكسها النخب والقيادات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والشعبية المشاركة , قد حسم سلفا مقدرته على إحتضان التعددية التي يتميز بها في أجواء من الحوار البناء والتسامح والتشابك على قاعدة الاردن أولا على طريق الإصلاح والتنمية.
لا يجب أن تنسينا الأحداث أنه عندما ذهب الأردن إلى دافوس أول مرة ، ذهب كنموذج يروض نمر الإصلاحات السياسية والاقتصادية ومن على منبر المنتدى في موطنه الأصلي أعلن الملك مبكرا إيمانه بأن الإصلاح الحقيقي يجب أن ينطلق من داخل المنطقة وتحديدا من المعنيين به وهم الشعوب العربية، فتقدم الشرق الأوسط يبدأ من داخل أوطانه.
اللقاء الذي يجمع نخب العالم في البحر الميت بقادة أعمال ومفكرين وساسة عرباً ومن العالم النامي , هو بحد ذاته مشهد مثير لتجسير الفجوة بين العالمين فهو تكثيف لعهود طويلة في لحظة , فأي جهد في وزنه وقيمته يعادل هذا الجهد الذي يسجل نتائجه الملك عبد الله الثاني.
المنتدى ظل حتى وقت طويل حكرا على نخب العالم في « دافوس « , وان كان خرج فقد كان ذلك استثناء , لكنه اليوم وبفضل الملك عبدالله الثاني يتخلى عن الاستثنائية فينعقد بالأردن في اجتماعات دورية , لأن في الأردن قيادة فذة ولأنه قصة نجاح ينظر بثقة الى المستقبل ولأنه مكان مناسب لبناء وإطلاق قيم العدالة والتسامح.
هذه هي المرة السادسة التي ينعقد المنتدى الاقتصادي العالمي فيها بالأردن الذي بات موطنه الثاني وقد كان تخلى عن نخبويته في أعلى قمم العالم بدافوس في جبال الألب لينزل الى أخفض بقعة في العالم في البحر الميت وفيما بين المسافتين الشاسعتين يتوسع ليضم رجال أعمال صغارا في بلدان نامية والعربية منها جنبا الى جنب مع رجال أعمال كباراً وشركات عالمية.
هذا الحدث الكبير , مهم في توقيته ومحاوره , فمن حيث التوقيت يأتي في ظل تحولات بالغة الأهمية اقتصاديا وسياسيا فنخب العالم سيأتون الى منطقة الربيع والصوت العربي سيكون حاضرا وبقوة في هذا المنبر وسيكون في مركز دائرة الضوء.
على المستوى السياسي و الاقتصادي , العالم العربي يمر بتحولات مثيرة أيضا , ان على مستوى الإصلاحات السياسية والاقتصادية والحاجة الى تغييرات تطلق التنمية من عقالها أوعلى مستوى ترجمة كل أهداف الحراك على امتداد الوطن العربي الى فوائد يجنيها الشباب.
بالنسبة للأردن سيكون وطيلة فترة انعقاد المنتدى في مركز دائرة الضوء العالمي وهي فرصة يجب أن تستثمر في تعميم أنموذجه الإصلاحي وهو اليوم أحد أهم الاولويات لكن المفهوم الشامل للاصلاح هو الذي لا يقيد نفسه بجزئية السياسة على اهميتها لكنه جسد متكامل يضم التعليم والقضاء والاقتصاد والإعلام.
qadmaniisam@yahoo.com
(الرأي)