أصوب قرار اتخذه الرئيس الامريكي اوباما كان تعيين الفنانة الكولومبية الاصل ذات الارداف اللافتة مستشارة له للشؤون الانسانية بعد نجاحها الباهر في مشروع « الحفاة « ، فالرئيس الامريكي اعتاد قراءة الاشياء بمجملها من قاعدة ثقافية بحسب تعبير الفنان عادل إمام يحددها شكل « القعدة « و الرجل يجلس دائماً على حافة المقعد فلا يفهم لأنه لم « يقعد كويس « منذ توليه قيادة الولايات المتحدة .
اوباما جاء ايضاً من خلفية ثقافية مشوهة لذا كانت الخلفية اللافتة للراقصة مجالا حيويا في اختياره، فهو إفريقي خلاسي تقدم ليحكم مجتمعاً ابيض الثقافة و السلوك حتى لو كان ملوناً ، فالثقافة السائدة ثقافة البيض في أمريكا ، و قرار شاكيرا يحسم أن الخلفية لعبت دوراً في التعيين ولربما هذا اصوب قرار للرئيس استنادا الى مفهوم الخلفية.
الرئيس المبجل تحكمه خلفيته الثقافية المشوهة و التي أفرزت تناقضاً هائلاً في رؤيته و قراراته حيال القضية الفلسطينية و الربيع العربي عموماً ، فثورة مصر الافريقية اربكت الافريقي الحاكم للولايات المتحدة ولولا حسم هيلاري كلينتون البيضاء ثقافة ووجها رغم سواد قراراتها للموقف لحار الأفريقي بين التأييد أو ترك الأمور عائمة بعكس موقفه من دولة جنوب السودان التي حصلت على الإقرار و الاعتراف الكوني في أربعة أيام فقط .
اسوأ ما في ظاهرة اوباما و قبله رايس و قبلهما الجنرال شوارسكوف انهم يحاولون إرضاء السيد الأبيض بعقلية الأفريقي القادم بالغلال والقيود الى أرض البيض و لم تصلهما ابداً عقلية « مانديلا « فالرجل لا يحمل وداً للامبريالية و اعوانها ، فكان سلوك اوباما سلوكاً ثنائي التعقيد ، فهو يريد ان يثبت للأبيض انه سيد بدلالة القرار و السلوك و يريد ان يثبت اكثر أنه حريص على ثقافة الأبيض أكثر من السيد الأبيض نفسه.
اوباما راقص سياسي بحكم النشأة و التكوين و الرقص الأفريقي جميل و عذب اذا كان على الايقاع الأفريقي الموسيقي لكنه يصبح هوَساً إذا كان على أنغام الصرعات الأمريكية.
أظن ان سياسة اوباما تشبه الرقص الأمريكي الذي اختلط فيه الرقص الأفريقي و موسيقى الغرب فكانت شاكيرا حصيلة ثقافة لقرار اوباما فهي مزيج من كل ذلك .
القرار يدلل على ما قاله المثل الشعبي العربي « هيك مضبطة بدها هيك ختم «، و اوباما اختار ختمه على مزبطة شاكيرا الراقصه اللهلوبة و على العرب ان يطوروا الرقص الشرقي ليكون موائماً لثقافة اوباما حتى ينجحوا بتعيين مستشارة قريبة من صناع القرار الامريكي لأن الرقص السياسي العربي لم يثمر الى حد اللحظة .
على العرب سرعة تعيين ما تبقى من راقصات في لجنة تكون مهمتها انشاء اكاديمية رقص اورو-شرقي أو انجلو- شرقي ، حتى ننجح بفك تحصينات واشنطن والغرب عموما وسرعة تعيين نجوى فؤاد ممثلا للعرب في الامم المتحدة قبل فوات الاوان فالرقص العربي السياسي فشل تماما ولا مانع من تجريب الرقص الشرقي الجسدي .
Omarkullab@yahoo.com
(الدستور)