لست ادين من اختار جنسيته الاجنبية على موقعه النيابي او العيني او الوزاري , فهو حر في خياره ومن حقه ان يرى نفسه بجواز السفر الذي يريد , ولكن من حقي ان اسأل طوال فترة عمله الثنائي الابعاد او الثلاثي الابعاد , هل كان اردنيا في قراراته وكان شرط الضمير الاردني هو الشرط الوحيد الذي التزم به في قراراته سواء اخطأ او اصاب , المهم ان يكون القرار اردنيا بامتياز؟.
ومن الباب التمرين الذهني نردد اذا تصادمت ارادتان , الاولى اردنية والثانية جنسيته الثانية لمن كانت الغلبة؟ ولمن اختار التصويت؟, فدلالة التخلي عن الجنسية ثقيلة وتستدعي اسئلة من طراز قاس , فنحن نعرف ان كثيرين ركضوا خلف الجنسية الثانية او الاولى من اجل كرامة الحياة وتحسين الشروط الحياتية والمعاشية وتوفير عبء على الابناء والاحفاد مع الاحتفاظ بكل شروط الوجدان والضمير الوطنيين.
بل ان كثيرين كانوا لحظة الحصول على الجنسية الغربية يعودون الى الوطن يبنون ويرّبون الابناء وكان الفرد يستعجل العودة اكثر اذا ما كبرت البنات حرصا على التقاليد والعادات , اي ان الجنسية الثانية كانت مجرد كمالية حياتية تحديدا لجمهور العائدين الى الوطن لا ضرورة استراتيجية للحياة فمن اختار الجنسية الغربية استراتيجيا بقي هناك وظل يزور اهله كلما جذبه الشوق.
من يقدمون استقالاتهم هم ممن اختاروا العودة الى الوطن وخدمته , فخدمهم الوطن ووضعهم في مراتب عالية بل في اعلى سلم التراتبية النخبوية في الاردن , وزراء اعيان ووثق الناس ببعضهم وصاروا نوابا يمثلون الشعب كله , اي ان الحاجة الموضوعية للجواز الثاني هي حاجة تأتي في المقام الثالث او الرابع فلماذا تقدمت على واجب الخدمة وواجب الوظيفة الوطنية؟ بوصفي ابناً لأب مارس فعل الزواج ثلاث مرات , سأقرأ المشهد من خلال زواية المقاربة بين الجواز والزواج , واعتذر من نفسي بداية لانني اخطأت الاسئلة برمتها , فقد كان الوالد رحمه الله ينحاز الى الزوجة الثانية على حساب الاولى , التي تمضي وقتها بين حرمان حياتي وتضييق معاشي وكما كان اخي الكبير يقول «زوجة الاب غضب من الرب , لا بتحب ولا بتنحّب» وكنت اغص قليلا فهو يتحدث عن امي , لكن كنت التمس العذر له احيانا وفي لحظات البوح مع الذات لأن ممارسات الوالد لم تكن عادلة.
الزوجة الثالثة لحسن الحظ كانت امي لذا اتحدث عن الموضوع براحة اكثر , حيث لم نتعرض نحن ابناء «بنت المصر « حسب وصف العمات والضرائر الى اي عنف او حرمان فنحن ابناء المدللة , وكل طلباتنا اوامر بحكم موانة الام وحداثتها على قائمة الزوجات.
الام مثل الوطن كما نتفق ونؤكد؟ وقد يتم التشكيك بالنسب من حيث الاب سواء بيولوجيا او سلوكيا , لكن لم ولن يتم التشكيك ابدا بالنسب الى الام ولذا اختاره الله تسمية لنا يوم الموقف العظيم , وفي تعدد الزوجات قال الله تعالى «وإن خفتم الا تعدلوا فواحدة.....» ولكنه وبعدله ومعرفته الازلية قال «.. ولن تعدلوا..» والزوجات مثل الجوازات وكان علينا ان نعرف ذلك مبكرا ولذا اعتذر عن اسألتي الساذجة.
omarkallab@yahoo.com
(الدستور)