العبرة الكبيرة للشباب العربي من اغتيال العولقي
أ.د. سعد ابو دية
05-10-2011 12:44 PM
هذه رسالة أرجو أن يقرأها الشباب، وأرجو أن نستفيد منها على مستوى الحكومات العربية.
يجب أن لا نمر على اغتيال أنور العولقي مرورا عابرا، فالأمر في غاية الخطورة .
ذلك أن أنور هو مواطن أميركي مولود في الولايات المتحدة في نيومكسيكو عام 1971م ودرس في جامعات حكومية منها جامعة كولورادو وجامعة سان دياغو وجامعة جورج واشنطن ، وحصل على الشهادة الأولى في الهندسة المدنية، ثم الثانية وأوشك أن يأخذ شهادة الدكتوراه حتى جاءت 11 سبتمبر ، وبدأت كارثة كبرى أمام الشباب ومنهم العولقي لم يكن مؤازرا لمن قاموا باحداث 11سبتمبر بل على العكس كان صوتا معتدلا ، وفي اللقاءات التي أجرتها معه ناشيونال جيوجرافيك وغيرها، من صحف كبرى كان يشجب ما حدث يوم 11سبتمبر . واتهم مرة اليهود بذلك .
وكان يدعى الى اللقاءات متحدثا عن الإسلام المعتدل وفي مرة دعاه من يلقب بسكرتير الجيش الاميريكي على غداء ، وفي الجمعية الإسلامية :
Congressional Muslim staffer Association
كان أماما في عام 2002م في مسجد في فرجينيا
وهكذا ظل العولقي رمزا للإسلام المعتدل وفي عام 2002 حصل ما غير مسار حياته اذ كانت المباحث الفيدرالية تتعقبه وفي مرة كانت هناك قضية ، وقبل أن يبث فيها سافر الرجل لليمن ثم عاد وسافر لبريطانيا وبدأ يمارس دوره الجديد في مخاطبة المسلمين الناطقين بالانجليزية محدثاً إياهم عن الجهاد بلغة قوية ويقول هو أن موضوع الجهاد كتب بالعربي ولم يترجم من أي ناشر لان الناشرين يخافون وإذا ترجمت المخابرات الأجنبية شيئا عن الجهاد فهي تحتفظ بما تترجم.
عاد الى اليمن بعد عامين وبدأت مشاكله وبخاصة في قضية نضال مالك حسن الذي قنل (13) أميركيا ويقال أنه تأثر بالعولقي عندما كان العولقي أماما لمسجد فيرجينيا ، وبعد أشهر ظهرت قضية النيجيري عمر فاروق عبد المطلب في 25/12/2009، الذي أراد تفجير طائرة ، وقيل أنه كان طالبا عند العولقي في اليمن، علما أن العولقي لا علاقة له مباشرة بالقضيتين..
ثم ظهرت عدة قضايا في بريطانيا ومنها قضية فيصل شاهزادي في ايار 2010 محاولة تفجير ( تايم سكوير ) وقال العولقي انه لم يقابل هذا الرجل ولكن الرجل متأثر به .
وظهرت قضية السيدة روشانارا شودري التي حاولت اغتيال الوزير البريطاني ( Timms) في أيار 2010.
وقيل أنه هدد مولي نورس Norrisفي عام 2010، وهي رسامة كاريكاتير في صحيفة (سياتل الأسبوعية)
وقيل أنه وراء وضع القنابل في الطيارة المسافرة من اليمن عبر أبو ظبي في تشرين الثاني 2010.
وحكم غيابيا في موضوع قتل مهندس فرنسي في تشرين الثاني 2010.
وقيل أن العولقي هو ( ابن لادن – الانترنت)، لأن بعض محاضراته وأفكاره كانت تنقل بهذه الوسيلة ، وكانت تكتب بلغة قوية وقبل أنه أهم من ابن لادن والظواهري لأنهم لا يعرفون كيف يخاطبوا الأجانب مباشرة ، أما هذا ألرجل فله كتب ومحاضرات وفيديو وأنه شديد التأثير على المسلمين الناطقين بالانجليزية .
وفي آخر ربيع 2010، اتخذ قرار قتله على أعلى المستويات لأنه مواطن أميركي
، تستطيع قبيلته العوالق حمايته داخل اليمن ولكن لا تستطيع حمايته من الأميركيين.
تدخل والده ( وقيل أنه كان وزيرا سابقا للزراعة ) ، واستخدم محامين أميركيين للاتصال بمركز الحقوق الدستورية في أميركا ( CCR) واتحاد الحريات المدنية الأميركي (Aclu) ، وكاد أن ينجح ولكن تمت الكولسة ضده.
وقتل العولقي مع سامر خان من الباكستان وهو رجل انترنت وكومبيوتر أيضاً وفي اغتياله عبرة للشباب لأن جميع الأدلة المادية ضد العولقي كانت التحريض على قتل الأميركيين ومعظم القضايا السابقة لا علاقة له بها مباشرة ، كان يؤيد ويمدح.... بصراحة كان يتكلم والأعداء له بالمرصاد...
أرجو من شبابنا أن يأخذوا عبرة وأن يلتفتوا لما يفيدهم وأن ينتبهوا لأقوالهم وأفعالهم وأن يبتعدوا عن مواطن الشبهات إذ لاحظت أن الرصد كان مركزا على ما يقوله العولقي وكان يسجل ضده حتى لو اتصل مع ثوار الصومال وهنأهم . كما فعل مره دون مبرر ..
ويخطر ببالي لماذا تترك الحكومات شبابها دون توجيه ، كان أنور العولقي كفاءة نادرة و لكن وجهت وجهة غير صحيحة ، انخرط في الاهتمام بافغانستان وبعدها توجه لسيد قطب وأعماله وبعدها الى الخطب التي تحرض على قتل الاميركيين وهكذا تتوجه الطاقات هدراً لغير ما يفيد قضايانا.