دفاعا عن الحكومة دون مواربة
د. محمد الخصبة
04-09-2007 03:00 AM
لعل من أصعب الكتابات تلك التي تمتدح الحكومات سيما عندما يكون الكاتب ملتزما بقضايا الوطن والأمة بجرأة وصدق ، ولكن عندما يكون الموقف كبيرا والخصم غامضا والهجوم شرسا فلا يملك المرء إلا ان يقف مادحا بل ان الأمانة في هذه الحالة تقتضي الدفاع عن الحكومة دون مواربة وان يمدح الرجال بأوصافهم وخصائلهم التي تخدم الوطن وأهله.
حملات الهجوم على حكومة الدكتور معروف البخيت شرسة وغير مبررة وغير مستساغة جانبت الصواب في كثير من جوانبها وتجنت في جوانب أخرى وصلت حد المطالبة برحيل الحكومة بعناوين ممجوجة لم يراعى فيها قواعد اللياقة والنقد البناء والسياسة التي تقتضي ان نشرح الموقف وننتقده ونحاول معالجتة لا ان نطالبها بالرحيل بطريقة فجة غير ناضجة ....
هكذا أصبحت الأمور ما ان يمضي على الحكومة سنة او يزيد إلا ويبدأ مسلسل الرحيل من جهات مختلفة لعل من هؤلاء الحالمون بالألقاب وتشكيل الحكومات يشنون حملتهم من اجل رحيل الحكومة وبأساليب تحريكية كثيرة يسيل فيها أقلام الكتاب عبقرية وذما وتشكيكا وتجريحا من اجل عيون ذلك الذي يحلم ويتطلع وينتظر دوره رئيسا او وزيرا. حتى نصل الىاؤلئك المتضررين من دقة وأمانة الحكومة وصرامتها في تطبيق القانون من شركاء وشركات عملاقة وأنصاف عملاقة وحيتان لا يعجبهم ان يمسهم ويمس أموالهم القانون وتطبيقاته كل هذا وذلك مفهوما ومدركا ومعروفا ولكن من غير المفهوم ان ينجرف الكثيرين الى حفلة التهجم وحملة الهجوم على الحكومة دون مصلحة او دقة او دراية او علم فيما يجري مهرولا الى النقد والتشريح والهجوم والتهجم ...؟!
حكومة الرئيس البخيت وصلت مستويات قياسية في الشفافية والجرأة والعمل الدؤوب دون ضجيج وانفعالات مصطنعة ابتداء من تشخيص دولته ان الفساد يقف خلفة متنفذون مرورا بإغلاق محلات الشاورما واستقالة وزيري المياه والصحة وعدم رفع أسعار المحروقات وإشهار الذمة التي تقدم بها دولته ليكون قدوة بعد إقرار القانون ... والغريب ان البكاء من قبل هؤلاء المهاجمين تنصب على من أصابهم شفافية وحزم الحكومة في المحاسبة وتطبيق القوانين!
لن استغرب إذا خرجت علينا بعض مراكز الدراسات لتقول ان شعبية الحكومة انحدرت وان المطالبة برحيلها ازداد فهم امتداد بشكل مباشر او غير مباشر لاؤلئك الحالمون بالمناصب وتبعاتها واؤلئك المتضررون من الحيتان والمستهترين بصحة البشر وغيرهم وغيرهم ...
ان آجلا أم عاجلا سوف ترحل الحكومة فهي سنة السياسة وطبيعة الحياة ولكن الحقيقة التي ستبقى ان حكومة البخيت كانت الأكثر شفافية والاحرص على مقدرات الوطن وان شعبيتها هي في قلب ووجدان الخيريين والأحرار في هذا الوطن .
emranand@yahoo.com
0776635292 / خلوي