احتفلت مساء أول أمس السفارة الكورية في عمان بالعيد الوطني لبلادها بصورة مختلفة هذه المرة وبصورة أبهرت الحضور واسترعت اهتمامهم عندما بدء بعزف السلام الملكي وما تلاه كان رائعا جدا.

السفارة اتبعت السلام الملكي بفيلم قصير عن الأردن وحتى قبل عزف السلام الوطني لبلادهم حيث تضمن الفيلم كل شيء عن الأردن حضارته وثقافته وتنوعه المناخي والاقتصاد والسياسة والجغرافيا والعلم والجامعات.

الفيلم الذي سلب ألباب الحضور كان متميزا جدا بكل المعايير فهو تسويقي متكامل وهو حضاري يملؤك فخارا بالمنجز الذي تحقق في هذه المملكة الراسخة الجذور التي لن تهزها عاديات الزمن وان تجاوبت مع تداعيات ما يجري هنا وهناك.

الفيلم حمل الأردن الى كوريا والى بلاد العالم المختلفة فهناك البترا ووادي رم وعراقة التاريخ وجرش والمسارح والمدارس وحب الأردنيين لبلدهم وهنا اتمنى على المؤسسات الاردنية التي تقول انها تحب الاردن وتعمل من اجله من القطاعين العام والخاص ان يطلبوا هذا الفيلم من السفارة التي يقودها هذه الايام سفير من الواضح انه يعشق الاردن وتنوعه الجغرافي والعرقي والحضاري وعاداته وتقاليده فهو ملهم بهذا الاردن فلم أر في مؤسسة اردنية ولا وزارة ولا سفارة مثل هذا العمل الجميل بعد ان طوفت بلادا كثيرة من هذا العالم الفسيح والتقينا سفراء اردنيين على مساحة الكرة الارضية وخاصة عواصم العالم الحية لم نشهد يوما ما شهدناه يوم امس الاول فقد ارتقت قامات الحضور بما رأوه من اردن يروج له من سفارة اجنبية وبالتحديد الكورية.

فكوريا ليست بحاجة الى الاردن ولا تطلب ودها من اجل اغراض واقتصاد وتجارة ومواقف سياسية بل هو الايمان بالاردن الجميل المتنوع القادر على العطاء وكان العلم الاردني يتماوج بين ثنايا الفيلم وصور جلالة الملك عبدالله الثاني الجميلة وهي تضفي روعة على مجريات الفيلم الذي لن ينساه احد.

وكيف جاءت مثل هذه الافكار لسفارة أجنبية لتفخر بالاردن الحضارة والانسان والمجد والتاريخ ولا يحصل في مؤسساتنا وان كان هناك من يريد ان يقول لي انه يملك من الافلام ما يضاهي واكثر ما قدمته السفارة الكورية فلا يتعجلن هذا ويدعي ادعاء هو ليس اهله فليذهب الى السفارة الكورية ويطلب هذا الفيلم وليقارن من يحب الاردن اكثر ومن قدم للاردن اكثر ومن قدمه العالم لانه ليس صاحب مصلحة لا في هذا ولا في ذاك.

وتمر هذه الايام الذكرى الخمسون على بدء العلاقات الاردنية الكورية اتمنى ان تأتي سنوات كثر على مزيد من العلاقات الاردنية المتقدمة مع دول العالم لان الاردن يستحق دائما اكثر.

(الدستور)