الانتماء الحقيقي للوطن، هو مدرسة بحد ذاتة و يدرس في اكبر المؤسسات الانسانية و الخلقية ... مدرسة البيت قبل اي مدرسة او جامعة ( تقليدية ) .. البيت بقناعتي يعني الانتماء او انتماء الأجداد و الابناء و ذويهم من البداية حتى النهاية ... فالانتماء للوطن و محبته هو خدمة ايضاً و تربية للابناء و البيت و الاجيال القادمة معاً وانا شخصياً اقول الانتماء للوطن و الدفاع عنه هو بمثابة ( عبادة ) ...؟
هناك من يدعي ان الدولة و الحكومات ) هي مسببة دوماً بعدم الانتماء و هي التي تضيق على الناس و المجتمع ، وهذا طبعاً فيه نوع من ( اللغط ) مع قناعتي ان الحكومات احياناً قد تساهم في هذا اللغط ايضاً وهي ليس ملائكة ... و لايعني ان الكثير من قرارتها هي صائبة و احياناً اخرى قد يكون مبني على الجهل و قله الخبره .. وعدم الاحساس بالمسؤولية ، خاصة في دولنا العربية و حكوماتها التي سرعان ما تتخذ القرارات المجحفة بحق شعوبها ( وتتفرعن و تسلط سيوفها القمعية رغم ظلمها و ظلوماتها المستمرين ... ) فمثلاً هناك من يعيش من العرب في الدول الاوروبية والذين سرعان ما يتعلموا الانتماء و الاخلاص دون ان يفرض عليهم ولا على ابنائهم احد الانتماء و الاخلاص لانه على ثقة مطلقة بان ( حقوقه مصانة من الدولة التي ترعاه هناك و تؤمنه من كل مكروه علاجياً و مسكن يليق بالاضافة الى حريته ) الا و هي الاهم ...
تجد نفسك كما يقول أحد المغتربين في اوروبا ( تجد ) نفسك مخلصاً قادراً على العيش الكريم و الانتماء الحقيقي في البلد الذي تعيش فية دون تعليمات من الدولة ... او الحكومة .. او لمحاضرات من قبل محاضرين ( لا يحترمون القانون انفسهم ) ؟! حيث تتعلم الاخلاق و الانتماء من الناس .. و الشعب .. و طريقتهم الانسانية و اداب الشارع و المجتمع على حد سواء ... مع الاسف انه يشاهد في بلاد الغرب مثل اوروبا و كندا وفي الولايات المتحدة الامريكية حيث يقيم الكثير من العرب و المسلمين ، الذين يطبقون جميع القوانين ( هناك ) و يرتجفون من الخوف احياناً امام رجل السير او البوليس لابسط الامور .. ولكن وللانصاف الامر مختلف هنا في الاردن وارحم بكثير من الدول الأوروبية التي تدعى ( حقوق الانسان ) وتطبقه على شعوبها فقط و ترفضة للاخرين من العرب نتيجة الفوضى و عدم احترام بعضهم بعضا مع ان النظام و الامان في الاردن و بدون مبالغة ارحم بكثير من تلك الدول التي تمارس الارهاب بحق بعض العرب ... والتي تتشدق دائما بحقوق الانسان .. فعلى سبيل المثال هنا في الاردن اذا ما تعرضت لسرقة لاسمح الله او لأي اذى .. او نوع اعتداء .. او احتيال فخلال ساعات كما شاهدت قبل ايام معدوده يتم القبض على مرتكبي الجرائم من قبل الاجهزه الامنية التي تتفوق بالمعرفة و الخبره على الكثير من الاجهزه الامنية في اوروبا و امريكا و هذا باعتراف العديد من الزوار الاجانب و العرب وهذا ليس بجديد فكل العرب المقيمين في اوروبا و امريكا يعرفون و يقدرون عالياً حنكة الامنية في الاردن .....

( فزعت انا شخصياً قبل ايام عندما شاهدت على شاشة التلفزيون من خلال تقرير في نشره الاخبار في الجزيرة بعض المنافقين الذين بالغوا و اعتبروا ان الانتماء فقط هو شعير و اعلاف و دعم و عدمة كيف الانتماء ) ؟!! (وكيف ولمن ننتمي ) وهذا نفاق رخيص و عدم اخلاص ... بالوقت الذي (( باع علينا بعضهم الاخلاص على شاشة التلفزيون الاردني )) ؟!
من هنا لابد من القول ان الانتماء ليس سلعه وليس \"شعيرا \" وليس هو فقط دعم الاعلاف وغيرهما ... الانتماء مردوده النعم والامن والازدهار بشرط ان تكون الحكومات ايضا مدركه ومتفهمه وواعيه وتراعي مشاعر المواطن واحتياجاته الضرورية بدون (بلادة) من اجل الانتماء وديمومته .

في النهاية يحضرني قول للمغفور له المرحوم حابس المجالي قبل وفاته بايام عندما قال ( ديروا بالكو على الديرة يا اهل الديرة ) ...؟