لا تعبثوا بالمخيم فهو رمز القضية
نبيل غيشان
28-09-2011 04:33 AM
وصلتني دعوة عبر الفاكس اول امس للمشاركة في فعالية لحملة "امي اردنية وجنسيتها حق لي" تقول حرفيا " يدعوكم اتحاد المرأة في مخيم البقعة بالتعاون مع الفعاليات الحزبية والوطنية ودائرة اللاجئين (عودة) لاطلاق المبادرة الوطنية للمطالبة بمنح الجنسية لمن هم من ابناء الاردنيات".
هذه ليست اول مرة اتلقى فيها دعوة من الحملة المذكورة رغم موقفي منها في هذا الوقت بالذات بانها "قضية سياسية وليست حقوقية", لكن المذهل هنا صيغة الدعوة ومكانها والمشاركون فيها, فهي مقامة في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين وهو عنوان مقدس لحق العودة وعنوان للقضية الفلسطينية ويشارك فيها"دائرة اللاجئين" التي لا اعرف الى اي جهة او حزب تتبع?
اذا كان من حق الاردنيات ان يطالبن بالتجنيس لابنائهن, فليس من حقهن على الاطلاق ان يكون المخيم مسرحا لتلك المطالبة, فهذا اقحام للمخيم في قضية الوطن البديل والبحث عن التجنيس وتذويب الهوية الفلسطينية بحثا عن حقوق مدنية انية.
ان الدعوة المذكورة تثبت شكوك ومخاوف الكثير من الاردنيين والفلسطينيين من دوافع تلك الحملة وتأثيراتها السياسية على الاردن وفلسطين التي تزامنت مع الهجمة الصهيونية الشرسة على الاردن والادعاء المتواصل بان "الاردن هو فلسطين".
إن مثل تلك الدعوات التي تستخدم احد اهم رموز القضية الفلسطينية (المخيم) في قضية مطالب محلية هو استخدام خاطىء بل ومشبوه ويسيء حتى للمطالب النسائية ذاتها, وعلى الاتحاد النسائي الاردني ان يعلن موقفه الواضح والصريح من اقامة مثل تلك الفعاليات في المخيمات الفلسطينية, وهل هي اولوية ? لان السكوت عن ذلك لا يصب الا في خدمة الاجندات الاجنبية.
ان "المخيم " في كل مكان وزمان ليس وطنا, بل هو عنوان قضية عادلة وعنوان معاناة شاقة, ومرحلة مؤقتة في الصراع مع دولة الاحتلال اينما كانت, فاذا تم انهاء هذا العنوان فان من الصعب بقاء القضية ذاتها والمحافظة على حقوق اصحابها, لذلك فان اللعب بالرمز هو تدمير للقضية المقدسة التي يحملها.
ان الدعوات الى اطلاق التجنيس دون حسيب او رقيب, بناء على مصالح شخصية او معاناة فردية هنا وهناك فيهما اضرار بالاردن والاردنيين, مثلما فيها اضرار بالقضية الفلسطينية, وفيها دخول الى نقطة خلافية يمكن ان تؤجج المشاعر نحو الشقاق والخلاف الوطني.
يقول اميل زولا "فن السياسة ان ترى قبل الاخرين" ونقول ان "فن التياسة ان ترى بعد الاخرين" وبعد فوات الآوان وأن تذهب للحج والناس مروحه.
nghishano@yahoo.com
(العرب اليوم)