الأمن العام والإعلامد. ماجد الخواجا
03-09-2007 03:00 AM
أحسن مدير الأمن العام صنعاً بإزاحة مدير مركز إصلاح سواقة من منصبه والذي لم تمض عليه سوى أيام معدودة لكنها كانت مشهودة بالعرفية والقمع غير المبرر، وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤل عن كيفية اختيار وتأهيل المسؤولين عن إدارة مراكز التأهيل، خاصة أننا ومنذ فترةٍ مستهدفون بتقارير متعاقبة لجهات دولية بحقوق الإنسان، حيث حاولت مديرية الأمن العام نفي تلك التقارير وإثبات وهنها من خلال فتح المجال للصحفيين والإعلاميين بزيارة مراكز الإصلاح والتجوال بداخلها، حيث خرجت المقالات والتحقيقات تدحض تقارير وشهادات منظمات حقوق الإنسان.. لكن ومع أنني كنت أحد أعضاء الجولة تلك، إلا أنه لم أصل إلى درجة الاقتناع التام بعدم وجود تجاوزات وربما اعتداءات على فئات معينة من المعتقلين وخاصةً المعتقلين السياسيين والذين لا تعترف إدارات السجون لهم بهذا الوصف وإنما تطلق عليهم صفة المجرمين الذين يمضون فترة عقوبتهم.. ومع أن هذه الصفة تجعل منهم سجناء عاديين إلا أن إدارة الأمن العام لم تسمح لنا بلقائهم كباقي زملائهم، وهذا يعني إقراراً غير رسمي بأنهم معتقلون على خلفيات سياسية.. إن مدير الأمن العام والذي شاهدناه وسمعناه في أكثر من لقاء كان دائماً يؤكد على الصورة الحضارية للأمن العام، وبأن هذا الجهاز وجد لخدمة الوطن والمواطن، وهو ليس أداة قهرية أو قمعية، بل هو حارس على تنفيذ وصيانة القانون، لكن ومع كل المحاولات الجادة لإدارة الأمن العام، فلا زالت هناك ذهنية أمنية عرفية متقادمة يعتنقها البعض متصورين أن المواطن مجرد رقم يمكن نقله ما بين الخانات اليمنى واليسرى وحتى شطبه تبعاً لمزاج هذا العرفي.. وهؤلاء وإن باتوا قلة فهم يشكلون خطراً على رسالة ورؤية وصورة الأمن العام لاعتقادهم أن مجرد وصفه بلقب رجل أمن عام كافٍ لمنحه كل الصلاحيات ليمارس ويقترف ما يشاء بحق المواطن البسيط.. كذلك ينبغي عدم استغفال المواطن وافتراض تسليمه بكل ما يصرّح به الناطق الإعلامي، فهذا الفضاء الإعلامي وهذا الوعي والنضج الاجتماعي، جعل المواطن أكثر مقدرة على قراءة مابين وما وراء السطور.. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة