ادارة الرئيس باراك اوباما ومعها حكومات الاتحاد الاوروبي وحكومات الدول التي تدور في فلكها تدعم رفض اسرائيل الالتزام باستحقاقات السلام.. فهي تبذل جهودا مضنية لمنع حصول الفلسطينيين على عضوية كاملة لدولة مستقلة وذات سيادة على حدود الـ (67) في الامم المتحدة.. وذلك كخطوة على طريق انهاء الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي والزام اسرائيل باستحقاقات السلام والكف عن تهديد امن المنطقة واستقرارها..
الدور الاميركي والاوروبي في دعم اطماع اسرائيل في الارض الفلسطينية والعربية لم يكن يوما يفاجئنا.. فهذه الدول الغربية هي التي زرعت اسرائيل في قلب الوطن العربي.. وهي التي قدمت وتقدم لها مختلف اشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري.. بل انها تجهد لضمان التفوق العسكري والتقني الاسرائيلي على الدول العربية مجتمعة.. ولكن دورها هذه المرة ورياح الربيع العربي تهب في ارجاء المنطقة هو الذي يفاجئنا ويشي بقراءة خاطئة لمعطيات واقع جديد يتشكل سريعا في المنطقة.. فكما هو واضح فأنها مع اسرائيل تتجاهل الثورات الشعبية العربية.. وكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني لقد بدأ الربيع العربي وسط التحديات..وحتى الحكومة الاردنية تتعرض لضغوطات شعبية هائلة لتخفيض مستوى العلاقات مع اسرائيل لانها لا تنفع احدا.. وكما يبدو فان اقتراب وقت الانتخابات الاميركية يدفع الرئيس اوباما لعمل اي شيء يرضي اللوبي الصهيوني الاميركي ومن خلاله يرضي حكومة نتنياهو العنصرية الطامعة في كل ارض فلسطين، وهذه سياسة خاطئة تقارفها ادارة الرئيس اوباما والحكومات الاوروبية التي لها مصالح كبرى في المنطقة.. وهكذا سياسة ستنعكس حتما آثارها وتداعياتها على الوضع في المنطقة.. فالشعوب العربية التي بدأ بعضها ينفذ اعتصامات امام السفارات الاميركية والاسرائيلية كان يجب ان تلفت انظار جميع الدول الغربية ذات المصالح الهائلة في المنطقة العربية.. ولقد كان على ادارة اوباما بصورة خاصة دعم مسعى الفلسطينيين للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطينية مستقلة على حدود ال (67 ).. وذلك حرصا على مصالح بلاده لدى الاقطار العربية..وكان الملك عبدالله الثاني قد حذر الحكومات الاوروبية والمجتمع الدولي من استمرار الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي واستمرار سكوت المجتمع الدولي كله ازاء تحدي اسرائيل للشرعية الدولية وقراراتها.. مما يعرض المنطقة لنشوب حروب جديدة تهدد الامن الاقليمي والدولي..
وكان على حكومة نتنياهو ان تقرأ جيدا ما جاء في خطاب الملك عبدالله الثاني على منبر الامم المتحدة وفي الصحف العالمية عندما قال ان حكومته تتعرض لضغوطات شعبية هائلة لتخفيض مستوى العلاقات مع اسرائيل..
على اي حال ان على الادارة الاميركية وحليفاتها من الدول الاستعمارية الكبرى في اوروبا ان تعيد النظر في مواقفها المعادية للامة العربية ولقضاياها العادلة..
وكما قال جلالته فان خروج الفلسطينيين من الامم المتحدة (صفر اليدين) سيكون له آثار سلبية على المنطقة..
وعلى واشنطن وحليفاتها ان تقرأ جيدا ماذا يعني الملك بهذا التحذير.. اما اسرائيل فأن معطيات الربيع العربي ستأتي على ربيعها وتجعلها بعد وقت قصير تلهث وراء سلام يفرضه الفلسطينيون والعرب رغم انفها..
(الرأي)