الموقف الاميركي من الاعتراف بالدولة الفلسطينيةد. هايل ودعان الدعجة
26-09-2011 04:25 AM
لا شك بان توجه القيادة الفلسطينية نحو الامم المتحدة لنيل الاعتراف بدولة فلسطين عضوا في هذه المنظمة الدولية ، قد اربك الادارة الاميركية واحرجها ووضعها امام احتمال ان تهتز صورتها مرة اخرى في المنطقة ، وفي العالمين العربي والاسلامي تحديدا ، في ظل افصاحها عن الاستعداد لاستخدام الفيتو اذا ما طرحت مسألة الاعتراف على مجلس الامن . وان اكثر ما يقلق هذه الادارة اقدامها على هذه الخطوة الاستفزازية في ظل ما تشهده المنطقة من ثورات شعبية يتوقع ان يصاحبها تغيرات كثيرة في المشهد الاقليمي يرى المراقبون بانها لن تكون في صالح الولايات المتحدة ، وذلك على خلفية السياسات والمواقف الاميركية السلبية التي لم تراعي مصالح الدول العربية والاسلامية بصورة اثرت سلبا على نظرة شعوب هذه الدول لها . ما يعني ان هذا التوجه الفلسطيني قد وضع الادارة الاميركية في محنة ، الامر الذي دفعها لممارسة ضغوطا كبيرة على الفلسطينييين لاقناعهم بالعدول عن هذه الخطوة ، التي كشفت بالاضافة الى ذلك عن عجز الادارة الاميركية وفشلها في ادارة العملية التفاوضية بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي وصلت الى طريق مسدود . وبصورة قادت الامور الى هذه النقطة ، ووضعت العالم امام مسؤولياته التاريخية والاخلاقية والانسانية في ظل سياسة التعنت الاسرائيلية وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني . ان الولايات المتحدة عندما تقول ان عرض الموضوع الفلسطيني على الامم المتحدة يمثل انحرافا عن مسار السلام ، وان الطريق البديل والوحيد للتوصل الى حل دائم هو المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، عليها ان تدرك بان الشعوب العربية تعي ما خلف هذا الطرح من انحياز اميركي واضح لاسرائيل ، ما يحتم عليها تدارك هذه النقطة السلبية قبل فوات الاوان في ظل ما تشهده المنطقة من ثورات شعبية تسعى الى تكريس دور الشارع العربي في المشهد السياسي المستقبلي في الاقطار العربية ، والا فانها تغامر كثيرا بمصالحها في المنطقة وتعرضها للخطر ، بشكل سيعطي دفعا قويا لدور الشعوب في المشاركة في العملية السياسية ، بحيث تشكل هذه المشاركة المرجعية الشرعية لهذه الانظمة التي ستأخذ باعتبارها تبني سياسات وقرارات متوافقة مع مزاج الراي العام والا فقدت شرعيتها . ولا شك ان اقدام الولايات المتحدة على استخدام الفيتو ضد مشروع الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيؤثر سلبا في علاقاتها المستقبلية مع الانظمة السياسية العربية التي تسعى الى تجنب غضب الشارع العربي المحبط والساخط اصلا من المواقف الاميركية المنحازة الى الكيان الاسرائيلي . الامر الذي اكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني في مقابلته مع صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية الاسبوع الماضي عندما قال .. اذا ما استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ، فانها سوف تواجه شرق اوسط ينظر اليها بمنظور غاية في السلبية باعتبارها جزءا من المشكلة ، وسوف يعبر الناس عن طموحاتهم بصوت اعلى . كذلك فقد حذر الامير تركي الفيصل السفير السعودي الاسبق في واشنطن الولايات المتحدة من خطورة استخدام الفيتو ضد طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، لانها بذلك ستخاطر بفقدان مصداقيتها المحدودة في العالم العربي ، وستلحق الضرر بعلاقاتها مع السعودية . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة