هل ستحل ايران مكان الولايات المتحدة الامريكيه
02-09-2007 03:00 AM
مثلما تهب الرياح بفعل العوامل الجوية لتحدث شيئاً ما في الطبيعة خيراً كان أم شر ، كذلك فإن في المنطقة العربية رياح تهب ولكنها من نوع آخر تهب من داخلها ومن خارجها لتصب في اتجاه واحد ، هو احياء المشروع الايراني الذي كانت تحلم به ايران منذ ثورة الخميني للهيمنة على المنطقة وإقامة حلف لها بقيادتها يضم بعض الدول العربية لاعتبارات سياسية واقتصادية لولا ان الحرب العرقية الايرانية احالت دون ذلك . •اما اليوم فإننا نراها تعود وقد شجعها على ذلك أمور كثيرة أذكر منها بعض الحالات السائدة في المنطقة العربية وهي :
1-الاعتبارات الدينية والعقائدية التي يدين بها سكان المنطقة .
2-حاجة الانسان العربي في الوطن العربي الى ايدلوجية جديدة ترتكز على ربطه بعقيدته وفكره وثقافته ليصبح قادر على مواجهة التحديات الحضارية والسيطرة على علوم العصر .
3-حالة الانسان العربي الذي لم يحسن تدبير أموره لأنه مفجوع بثقافته ، مفجوع بقيمه ، بحضارته ، بفكره وأهله ووطنه .
4-عدم اطمئنان الانسان العربي على حاضره ومستقبله .
5-رغبة الانسان العربي التحرر من نزعة التغريب التي تواجه بآثارها السلبية على كل مناحي حياته.
6-حالة المفكر العربي الذي ينطلق في حركة هيولية تصل الى حد الهسترة ، تائهاً يفتش عن ذاته بين ظلال المدارس الاستشراقية ، وخرائط المعرفة الغربية .
7-وجود معتقدات غريبة ومتناقضة في الوطن العربي فرضت على أهله أنظمة خاصة وأنماط سلوكية مختلفة ، وطرائق في التفكير كان تأثيرها عكسيا على ثقافتهم وحضارتهم ومفاهيهم وقيمهم.
•أما العوامل الخارجية التي ساعدت على إحياء هذا المشروع مرة أخرى هي :
مناهضة ايرن للمشروع الصهيوني وتأييدها للقضية الفلسطينية والحقوق العربية كما أنها – اي ايران – استطاعت أن تستغل توظيف الصراع العربي الاسرائيلي لخدمتها في الهيمنة على المنطقة . هذا بالاضافة الى بقاء المنطقة في حالة عدم الاستقرار يسمح لايرن بتنفيذ برامجها ، وقد ازداد نفوذها في العراق وسوريا ولبنان وبدأ يتغلغل هذا النفوذ في فلسطين وأفغانستان والبحرين وغير ذلك .
هذا الازدياد جاء كمحصلة للأخطاء الأمريكية في المنطقة وهي كثيرة ، وعلى رأسها الدعم الاسرائيلي بمواقفها وقراراتها المجحفة ضد العرب ، أضف الى ذلك الأخطاء العربية المسؤولة ، التي ساعدت الولايات المتحدة على تدمير العراق وحصار الشعب الفلسطيني وتجويعه ، مما دفع ايران لدعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح لتؤكد بأن هذه المساعدة لم تكن على أساس طائفي .
وهكذا فإننا نرى أن جميع التصرفات الداخلية والخارجية في المنطقة العربية وأن الرياح التي تهب على المنطقة من جميع الجهات تصب في مصلحة ايران حيث بدأ البعد الديني وكأنه المحرك للأحداث في المنطقة ، فأدى الى تراجع الخطر الاسرائيلي وبروز الخطر الايراني لاعتباره مصدراً رئيسياً يهدد أمن المنطقة عند البعض . Wasfi hatamleh@yahoo.com