لماذا الكيل بمكاييل مختلفة ومتناقضة ؟!
سلامه العكور
23-09-2011 04:14 AM
خلال ثلاثة ايام فقط سقط على ارض اليمن الشقيق اكثر من ثمانين شهيدا ومئات الجرحى ودمرت بنايات اهلية على ايدي قوات علي صالح.. وقد شهدت المدن اليمنية في الشهور الستة السابقة اي منذ اندلاع الثورة الشعبية سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى..
فهذه القوات لم ولا تتورع عن قصف المتظاهرين سلميا في ميادين العاصمة صنعاء وتعز والمدن الاخرى بالصواريخ وبالقذائف المدفعية.. ومع ذلك لا تسارع واشنطن والعواصم الاوروبية الكبرى الى طلب عقد مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات اقتصادية وسياسية وتجارية والى مصادرة او تجميد اموال اليمن في البنوك الغربية.. بل على العكس تماما فانها تقدم لنظام علي صالح كل اشكال الدعم المالي والسياسي والعسكري بحجة انه يتصدى للارهاب !!..
اما جامعة الدول العربية فلم تعقد اجتماعا تلو الآخر لتجميد عضوية اليمن كما فعلت ضد ليبيا وسوريا.. بل ان هناك محاولات ومبادرات لانقاذ نظام علي صالح من هذا المأزق الصعب عن طريق تحقيق توافق وطني لن يتحقق ابدا.. فالثوار الذين تزخر بهم ميادين وشوارع صنعاء والمدن الاخرى يرفضون هكذا مبادرات ومحاولات يقولون انها في صالح استمرار هذا النظام الفاشي..
ان سفك الدم العربي على يد اي نظام حاكم سواء في ليبيا او في مصر او في سوريا او في اليمن مرفوض.. مرفوض.. واي نظام حكم عربي يطلق الرصاص الحي او القذائف الصاروخية والمدفعية او الرشاشة على ابناء شعبه يكون قد فقد شرعيته ( اذا كان له شرعية ).. اما التعاطي مع نظام حكم عربي بفرض العقوبات القاسية ومحاصرته سياسيا واعلاميا من جهة والتعاطي مع نظام حكم عربي آخر بتقديم الدعم المالي والعسكري له او حتى مجرد السكوت على المجازر التي يقارفها ضد شعبه فهو نهج فيه ازدواجية والكيل باكثر من مكيال..
المتظاهرون في ميادين وشوارع دمشق يطالبون برحيل نظام الاسد لان قواته تقتل وتنكل بالمتظاهرين.. وكذلك فان قوات علي صالح تقتل وتنكل بالمتظاهرين.. فلماذا تفرض العقوبات القاسية على سوريا وعلى حكامها بينما يلقى نظام علي صالح الدعم ؟!.. ثم ان حجم الفساد المالي والاداري وحجم الازمة الاقتصادية والاجتماعية واشكال التخلف التي يعاني منها اليمن انما يدل على ان نظام علي صالح لا يستحق البقاء والاستمرار.. فلماذا كل هذا الحرص على استمراره؟!..
(الرأي)