بــِطــانـــة الـــمــلــك
سامي المعايطة
02-09-2007 03:00 AM
تعد مدرسة الهاشميين في الحكم على مدار العقود الماضية مثاراً للدهشة والتأمل للباحثين والدارسين فهي منهجية قامت على توفير وتحقيق أدوات التواصل مع كافة مفردات المجتمع وعناصره بحيث يكون هناك قدره فائقة على الوصول إلى كافة تركيباته وبذات الوقت تمتلك القدرة الفائقة على تحسس الإشكالات وقضايا المواطنين في كافة مواقعهم وأحياناً قبل المسؤول أو الوزير المختص ،
فأكاديمية الهاشميين في بناء جسور المودة والتواصل مع الأردنيين بحاجة إلى دراسة متكاملة لا يسعنا في هذه السطور الاستفاضة بها أو التعبير عنها ولكني في هذه العجالة سأتوقف قليلاً عند أحد ميزات الهاشميين وأدواته في قيادة هذا الوطن الغالي على قيادته وشعبه، فقوة الهاشميين وعميدهم صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم مستمدة من مقدار المحبة والتواصل وجسور الألفة بينهم وبين أبناء شعبهم وأمتهم العربية والإسلامية، فالبـِطانة وأعني بالبـِطانة هي المؤسسات الإعلامية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والمحلية في الديوان الملكي العامر . فهذه الدوائر والمؤسسات على صغر حجمها الكمي والعددي إلا أن أدائها النوعي يذهل المتابع ويدعوه للتأمل في الإمكانيات الهائلة للقائمين عليها . فالأداء العام لهذه المؤسسات يكاد يقنع المتابع بأنه هناك كوادر بشرية هائلة كي تملك القدرة على تحقيق هذا الأداء، فجلالة الملك الذي لا ينام ويصل الليل بالنهار لخدمة شعبه وأمته بحاجة إلى طواقم جبارة وأصحاب همم عالية يصلون الليل بالنهار كي يملكوا القدرة على مجاراة صاحب الجلالة الهاشمية في خدمة وطنه وأمته ولعلي في هذا المقال البسيط أتوقف عند بعض المشاهدات للأداء العام المستمد من رسالة الهاشميين وعميدهم صاحب الجلالة الملك المعظم وهي غيض من فيض :
1.القدرة على الوصول إلى كافة المواطنين وتحسس قضاياهم وهمومهم وإيصالها إلى جلالة الملك المعظم فالمواطنين أياً كان موقعهم في الأرياف والبوادي والمخيمات وفي شمال الأردن وجنوبه وشرقه وغربه لا بل حتى وإن كانوا خارج الأردن يشعروا - وهو إحساس تراكمي - ناتج عن الممارسة بأن قضاياهم وهمومهم تصل إلى ملاذهم وقائدهم جلالة الملك وهذا الإحساس بحد ذاته كفيل بتوفير حالة من الطمأنينة والسكينة لدى الأردنيين . فهناك عين ترعاهم وتظللهم .
2.قدرة المواطن على الوصول بشكواه ومظلمته أو حاجته إلى جلالة الملك فسياسة الأبواب المفتوحة وسلاسة الإجراءات وربما تكون بسهولتها، وبدون مبالغة، تفوق القدرة أحياناً على الوصول إلى مدير إحدى المؤسسات أو الوزارة . فعلى سبيل المثال نجد أحياناً بعض المواطنين المتظلمين في دائرة معينة أو مؤسسة إذا سدت الأبواب في وجهه يقول ببساطة سأوصلها لجلالة الملك فلا يوجد أن بلد في العالم يتوافر هذا الشعور لدى مواطنيه وأحياناً لقضايا بسيطة يلجأ المواطنين إلى رأس السلطات وقائد البلاد على الرغم من علم وقناعة الجميع بأن انشغالات جلالة الملك أكبر من أن توصف، ولكن الكل يشعر بأن الملك له ويمكن أن يلتفت إلى قضيته ولم يأتي هذا الشعور من فراغ.
3. القيام بمهمة الرقابة ومعالجة الثغرات . كيف لا وهم يرون بأن قائدهم و قدوتهم سيد البلاد قد انتهج منذ البداية سياسة التخفي و التنكر كي يستطيع الوصول إلى مشاكل الناس وهمومهم دون مجاملات وإكسسوارات . وفي حدود علمي بأن العاملين في مؤسسة الديوان يصلون الليل بالنهار اقتداءً بجلالة الملك في محاولة أن يكونوا مجسات استشعار منتشرين بين أبناء الشعب فالكل يتنافس في تقديم قضايا الناس وهمومهم لعرضها بين يدي صاحب الجلالة الهاشمية وأن ميدان التنافس بينهم هو فيمن يقدم مشاكل الناس بين يدي جلالته تمهيداً لحلها حتى أن الوزارات أصبحت تشعر بأن هناك أدوات رقابة غير ظاهرة توازي أدوات الرقابة القانونية والدستورية القائمة.
4- تعتبر مؤسسة الديوان و بتوجيه من جلالة الملك مؤسسة مكملة لكافة الدوائر والوزارات القائمة. فهناك الدائرة الإعلامية التي تكمل مؤسسة الإعلام الرسمي لابل أحياناً تعالج بعض أخطائه وهناك الدائرة الاقتصادية و الاجتماعية تمارس أدوار رائعة في متابعة شؤون جذب الاستثمار و سد الثغرات الاجتماعية و مكافحة الفقر، فجلالة الملك حريص على شعبة ولا يكتفي بالحديث عن الخطأ و تشخيصه و استعراضه . و إنما تقوم منهجيته على معالجة الخطأ و تصويبه و من ثم التقييم و الحديث . وهذه مدرسة رائدة في الإدارة و القيادة . و هي فلسفة الفعل والعمل قبل لغة الكلام فخدمة الوطن و المواطن ليست مجرد شعارات و أقوال، ولعل الأرياف والبوادي و المخيمات و المناطق النائية شاهدة على ذلك فبعض هذه القرى و المواقع اكتشفت مشاكلها و عولجت قضاياها قبل أن تصل إليها المسؤولين و الوزراء.
5- الملك لكافة أبناء الوطن شعار اختطه الهاشميون و عميدهم جلالة الملك فلا تمييز بين جهة دون أخرى، أو عشيرة أو حزب أو جغرافية ، فالملك هو ملك الأردن وهو ملاذ الأردنيين إذا اشتدت بهم الخطوب أو ضاقت بهم السبل. ينتصر للمظلوم و يغيث الملهوف و يحول دون تعدي أو استبداد أي جهة كانت على الأخرى . وعليه فإن مؤسسة الديوان بكافة مفاصلها أتقنت هذا الدور فكانت للجميع و من الجميع فهي من الأردنيين و لهم فلا تجد قرية أو مدينة إلا و هناك آلية للتواصل بينها وبين مؤسسة الديوان . وهذا مفخرة و مصدر اعتزاز للأردنيين جميعاً . فالمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية و السياسية في الديوان الملكي فهمت لغة الملك و حرصه على أبناء شعبه فالتقطت الإشارة و أتقنت التطبيق.
6- إن المستعرض للسنوات التي سبقت ومنذ تولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية يجد أن اغلب المبادرات الخّلاقة و الرائعة جاءت من قبل جلالة الملك، لخدمة الأردنيين و الارتقاء بهم ثم يتم اللحاق بها من قبل الوزارات و مؤسسات المجتمع المدني لتواكب هذه المبادرات و القائمين عليها من مؤسسة الديوان الملكي العامر فالناس يترقبوا ما هو إيجابي و جميل من جلالة الملك أولا و أعينهم دوماً إلى بيت الأردنيين، أولاً فالحلول لمشكلة الفقر والبطالة والمبادرات الإيجابية من مساكن للفقراء أو مكارم هاشمية و المبادرات السياسية و إزالة الاحتقانات السياسية من بيت الأردنيين ، وتطوير الحياة السياسية من مبادرات
(الأردن أولاً ) و ( كلنا الأردن ) من هناك و الارتقاء بالشباب و المشاركة الشبابية بالتغير مثل هيئة شباب كلنا الأردن من هناك أيضاً و الكثير و الكثير ، و أخيراً و ليس أخر لن تستطيع هذه الكلمات التعبير عن معطيات الواقع فما يسمى بمؤسسة الديوان و على رأسها رأس السلطات الدستورية و السياسية جلالة الملك لها حق علينا بأن نقول لها أن لك في القلب مكانه ، فجلالة الملك صنعها و أو جدها لخدمة الأردن و الأردنيين لا بل العرب و المسلمين، و نحن نقول أدام الله الأردن و مليكه لأن الأردن نموذج بكافة مفرداته ومكوناته وهو منارة مضيئة برغم المغرضين.
و حفظ الله الأردن،،،
Sami@zpu.edu.jo