مؤتمر صحفي محدود للمحافظ المستقيل
عصام قضماني
21-09-2011 05:31 PM
دعا محافظ البنك المركزي المستقيل الشريف فارس شرف الى مؤتمر صحفي أمس في بيته لتوضيح اسباب اقالته من البنك المركزي لم نحضره نحن في الرأي لأننا لم ندع اليه لكن لا بأس من التعليق , فالقصة أصبحت قصة رأي عام , لأنها تتعلق بمؤسسة هامة وموقع مالي لا يقل أهمية .
رافقت استقالة الشريف شرف منذ اللحظات الأولى تجاذبات وتداعيات خصوصا بعد التوضيح المتأخر نوعا ما من جانب الحكومة والرد من جانب الشريف فارس شرف والذي جاء عاما على غير ما وشت به مقدماته ولم تلب وفق ما نشر وما تم تداوله بشكل محدود شهية المتحفزين للسلبيات إزاء العناوين البراقة حول الفساد التي سبقت عقد هذا المؤتمر أمام عدد محدود ومنتقى من الصحفيين من الذين نحترم حياديتهم ومهنيتهم لأسباب نجهلها لكننا لا نعتب فقد يكون المبرر وراء ذلك كثير من الإستعجال وكثير من الإرتباك الا أننا نضعها في خانة التصنيف غير المفهوم من جانب صاحب الدعوة الذي نحترم خياراته ونحسب جهده في خانة الجهد المخلص الذي طالما فردنا له في صحيفة الوطن « الرأي « مساحات يعرفها الرأي العام على مدى عمله ليس دعما لشخصه بل لأهمية وحساسية المناصب التي تقلدها سواء في الوحدة الإستثمارية للضمان الإجتماعي أم محافظا للبنك المركزي الذي نصر على أنه ينبغي أن يبقى مؤسسة عريقة ومستقلة في منأى عن مثل هذه التجاذبات الضارة والشخصنة المرفوضة والبطولات المتأخرة .
مهمة البنك المركزي وواجباته محددة ومعروفة بموجب قانونه , الذي يمنحه استقلالا كاملا لتنفيذها , وفي المقدمة منها المحافظة على الاستقرار النقدي من خلال معدل تضخم مقبول ومستقر و سعر صرف مستقر و قابلية تحويل الدينار.
وهيكل أسعار فائدة مناسب للنشاط الاقتصادي وتوفير بيئة مناسبة للتمويل وتحقيق مستوى سيولة يلائمها .وبناء احتياطيات من العملات وإدارتها والتحقق من صحة أعمال وأداء البنوك وسلامة مراكزها المالية والتزامها قواعد الحاكمية المؤسسية .
ليس مطلوبا من البنك المركزي أن يوائم في سياساته , السياسة المالية فالتوافق ليس مطلوبا , ولم يكن كذلك في يوم من الأيام ولا يجوز أن يصنف في أي حال من الأحوال على أنه خلاف بل هو إختلاف لمصلحة الإقتصاد , فالتشدد سمة السياسة النقدية لمواجهة التضخم الذي قد تغذيه سياسات مالية تركز على الإنفاق لحفز النمو وكلاهما صحيح .
إعتدنا عندما يتحدث محافظ البنك المركزي , أن نستمع الى رأي علمي ومهني يبعث على الثقة , وفي حدود المهام السابق ذكرها فالبنك الذي يبني قراراته على الدراسات , لا يجب أن يلتفت الى الانطباعات , وهو ما لم ألمسه فيما تسرب من تصريحات للمحافظ المستقيل ولو أن الأمر كذلك لفقد البنك صفته كمؤسسة مهنية مصرفية لا يجب أن يتأثر بالضغوط ولا بالمدارس الإقتصادية التي بلغ التنافس بينها حد التناحر , فالبنك المركزي في نهاية المطاف يجب أن يكون نقطة التوازن بالحياد لمصلحة الاستقرار الاقتصادي والمالي .
عندما تسلم الشريف شرف مهام منصبه خلفا للدكتور أمية طوقان الذي أعرف أنه كان داعما للشريف ولم يكن يخف توقعاته لمستقبل هذا الشاب وقد قلنا حينذاك أن المحافظ الجديد سيكمل مسيرة سلفه في تكريس المؤسسية وعدم التفرد بالقرار , فهو قد بدأ تلميذا لامعا في مدرسة البنك المركزي المهنية , لكن ذلك لا يعني أن لا يكون له بصماته كما فعل سلفه , ففي العمل خصوصا في أجواء تتسم بالمؤسسية مساحة وافرة للإبداع المحسوب الذي لا يجب أن يخرج عن سياقه , الذي يحقق إضافة ويبني ولا يهدم , وسنترك الحكم في نتائج هذا التجربة الصغيرة زمنا للتقييم الموضوعي بعد أن تكون الرؤوس الحامية قد هدأت وتكون الشخصنة التي علت سقف الخطاب قد إنسحبت ..
qadmaniisam@yahoo.com
الراي.