السادة نواب الأمة ممن يتغيبون عن جلسات المجلس التي تناقش التعديلات الدستورية ، ماذا يمكن توصيف حالة الغياب المتكررة، هل هي حالة من عدم الرضا وعدم القناعة عن جدوى تلك التعديلات وبت هم يمتلكون رؤى لا نستطيع استيعابها ويأتون بما لا يمكن أن يفكر فيه لدى الجمهور ؟ أم إن الأمر يتعدى ذلك لغرض في نفس يعقوب يعرفه النواب المتغيبون ،ونحن سواد الشعب لا نعرفه وبتالي فان هذه المعرفة تذهب بنا إلى الشطط في التحليل والتحدث عن عدم الجدية من قبلهم في إجراء تعديلات دستورية تساهم في تطوير سياسية الإصلاح ولا تقف حجر عثرة أمام مستقبل الأردن الذي قرر أن يتجاوز سيناريوهات لا تحمد عقبها عندما تقدم خطوة الأمام ولو كانت قصيرة ولا تعبر عن طموح الشارع ؟

الزميل وائل جرايشه "عمون" في تغطيته لوقائع جلسات مجلس النواب لم يجد وصفا يعبر عن هذه الغيابات ووصفها إلا بـ "الفضيحة" تلك الغيابات المتكررة التي تطارد جلسات مجلس النواب خلال مناقشاته للتعديلات الدستورية التي انطلق مارثونها الأربعاء الماضي!


ثمة استخفاف كبير من قبل بعض السادة النواب على رغم من خطورة وحساسية الموضوعات المطروحة للنقاش تلك الممارسات التي تتم بشكل يومي في لحظة تاريخية من المؤكد انه سوف تبقى لسنوات طويلة حدثا هاما في التاريخ الأردني وخصوصا بشقه المتعلق بالدستور ومستقبل الحياة السياسية فيه الغياب عن جلسات تعديل دستور علامة فارقة تشكل تحديا كبيرا لكل الأردنيين وضرب بعرض الحائط في آمالهم في تجديد الدماء في الدولة الأردنية، ومن المؤسف انه خلال الجلسات على مدى الأيام الماضية ظل رئيس مجلس النواب فيصل الفايز ونائبه عاطف الطراونة يحذرون النواب من فقدان النصاب ، مشددين على ضرورة الإسراع في إنجاز مشروع التعديلات الدستورية وأهمية حضور النواب في سبيل تحقيق ذلك.


بحسب الأرقام التي رصدها الزميل وائل في جلستي الإثنين الصباحية والمسائية كان غياب النواب على التصويت ضمن هذه الأرقام : ( 22 ، 30 ، 30 ،25 ، 32 ، 31) ، بينما غاب عن التصويت الأخير في الجلسة المسائية (31) نائباً وتم التصويت على فقرة في إحدى مواد الدستور بـ "المخاجلة" حيث تدخل نوابٌ عند نوابٍ لإنجاح التعديل المقترح فيما قدم آخرون مداخلات مهمة لترهيب النواب ودفعهم لاتجاه معين في التصويت بعد أن ابدوا خشيتهم من سقوط المقترح الأخير والمتبقي ضمن المقترحات على الفقرة المتعلقة بالمحكمة الدستورية.

ثلث أعضاء مجلس النواب يغيبون عن تعديلا تمس مستقبل الأردن السياسي والدستوري ، ما هي المبررات ؟ من يقف وراء هذه التصرفات لبعض النواب التي لا يمكن وصفها لا أنها غير مسئولة ، وهل شبح الانتخابات المبكرة التي ستجري العام القادم هي التي تدفعهم لعدم حضور الجلسات ، وبتالي كسب مزيد من الوقت بدل الضائع في حمئة التعديلات الدستورية !

Jihad.almheisen@alghad.jo

الغد