عشاءات الاخوان مع الامريكان
عمر كلاب
21-09-2011 04:31 AM
ما لا نجده في العلاقات الامريكية الاسلامية داخل جدران السفارات سنجده على موائد العشاءات , هذا ملخص السلوك السياسي للحركة الاسلامية في العلاقة مع واشنطن شيطان الكون الاكبر حسب وصفها , وحتى ننصف فإن اللقاء مع الامريكان ليس شيطانيا بالضرورة الا في فكر الحركة الاسلامية وقرارها الصادر عن مجلس الشورى بمقاطعة السفارة الامريكية واركانها ودعواتها ولم يتغير القرار حتى اللحظة كما اشار الزميل ياسر ابو هلالة في مقالته المنشورة في صحيفة الغد يوم 14 – 9 من العام الحالي واقصد معلومة المقاطعة واستمراريتها الى الان.
ولأن بعض الاسلامويين طلعوا علينا بدعوات تطالبنا بشكر الحركة الاسلامية على مواقفها من المقاطعة حتى لاعتصام امام السفارة , مستشهدين بوثائق ويكيليكس الصادقة حسب قولهم التي لم تكشف عن اي لقاء مع الحركة الاسلامية فإننا نعيدهم الى نفس الدعوة والى وثائق ويكيليكس ذاتها والتي تقول « الموضوع : الاردن : حفل عشاء ينتج عنه اجتماع غير متوقع مع سياسيين اسلامين . التصنيف بواسطة : لورنس ماندل القائم بالاعمال , وتحديدا الفقرة السابعة من الوثيقة التي تقول نقلا عن السيدين ارحيل الغرايبة ونبيل الكوفحي اللذين التقيا المصدر على مائدة كاتب عمود يومي في الاردن لم تكشف الوثائق عن اسمه وان المحت اليه بوصفه حاضرا دائما في حوارات السفارة ما نصه « مع ملاحظتهما لانقطاع الحوار مؤخرا , قال غرايبة والكوفحي انهما يرحبان باستئناف الحوار السياسي شريطة ان يحاط بالسرية التامة والحذر وان يكون من وراء الكواليس ولم يقدم اي منهم انتقادات او تعليق على السياسة الداخلية الاردنية ولا العالقة الاسرائيلية الفلسطينية ولا التطورات الاقليمية ولكنهما اوضحا انه سيكون من المستحيل زيادة التبادل المتعمق مع الامريكان ما لم تنشأ علاقة ثقة عبر محاورين دائمين في السفارة وفي غضون ذلك , حثّ الكوفحي ايانا للحفاظ على فحوى المناقشة ومحتوياتها بصورة « سرية جدا « . انتهى الاقتباس .
الان وبعد هذا الوضوح في اللقاءات غير المدانة - بوصفها لقاءات مقبولة سياسيا ولكن الرفض يأتي بعد معرفة ما دار في اللقاءات فمن هاجم شخوصا بعينهم بعد اللقاءات مع السفارة الامريكية لم يهاجمهم لمجرد اللقاء بل لما رشح من اللقاءات من كفر وطني -. لولا ادانتها من قبل الاسلاميين انفسهم ينبغي اعادة قراءة الخطاب الاسلامي كما قالت مرجعية سياسية بوصفه خطابا سياسيا يكذب ويصدق وليس خطابا يكتسب مشروعيته من الدين الحنيف , فهذا حزب سياسي يتلوى في مواقفه تبعا للحالة ومقتضياتها وهو حزب براغماتي قادر على الحراك بمروتة نابعة من المقدرة العالية على خطابة اعضائه وفهمهم لمبدأ تأويل النص مع قليل من استغفال للشارع الشعبي الذي ما زال يعاملهم بوصفهم رجال دين اكثر من كونهم رجال سياسة .
اصرار الاسلاميون على سرية الحوارات هي ما يخيف , لانهم ما دأبوا يطالبون بالكشف والمكاشفة والحرية والحق في المعرفة , ونعلم انه ستصدر غدا لعنات على من يكتب في هذا الموضوع بوصفه صيد في الماء العكر , علما بأنهم يعلمون يقينا انها كتابة لغايات توضيح الصورة ومنح الجمهور الحقيقة كي يحكم على التجارب بعقل المعرفة لا بعين العاطفة .
فالادانة للقاءات الاسلاميين مع سفارة الشيطان نابعة من ادانتهم هم لهذه اللقاءات وشيطنة كل من يجالس الامريكان الى الحد الذي دفع بتوريط كتاب لمطالبة الجمهور الاردني بالاعتذار للحركة الاسلامية عن ادانتها للغياب عن اعتصام السفارة الامريكية .
لن نلجأ الى خطاب التـُقيا في القول بل نطالب الاسلاميين بالكشف عن وجههم السياسي الحقيقي وعدم العبث بوجدان وضمائر الناس الذين يصدقون خطابهم المعلن وينصرونهم على هذا الخطاب وهذه مخالفة لابسط حقوق المستهلك السياسي اسوة بالمستهلك السلعي الذي تدافع عنه جمعيات تحمي حقه في معرفة حقيقة السلعة وصلاحيتها للاستهلاك البشري , واجزم ان واجب الصحافة حماية حقوق المستهلك السياسي .
الان وبعد انكشاف المخفي من الحوارت وبعد استقالة شيخ الفضائيات هل سنسمع خطابا واضحا ام سيستمر الحال على ما هو عليه , مجرد سؤال؟.
omarkallab@yahoo.com
(الدستور)