لعلّ حكومة واحدة ، في تاريخنا السياسي الحديث ، لم تشهد تسارعاً في سوء الطالع ، مثل الحكومة الحالية ، ولعلّ حكومة واحدة لم تقابل بتناقض التوقعات مثلها ، وبالتالي فهي لا تعرف ماذا ينتظرها غداً ، أو بعد غد.
كانت حكومة معروف البخيت هي المرشّحة لمنافسة حكومة أبي الراغب في تخطي حواجز السنة والسنتين والثلاث ، وربّما أكثر ، باعتبار أنّ الاستقرار الحكومي هو غاية النظام السياسي ، وأنّ الرئيس وفريقه لم يخلقوا عداوات تُذكر ، على أنّ الصورة تغيّرت ما بين ليلة وضحاها ، أزمات صغيرة وكبيرة وإشاعات تملأ طول البلاد وعرضها ، وأعان الله الناطق الرسمي الذي صار مطالباً بالاستنفار ليل نهار للردّ على الأسئلة المفاجئة ، التي تثيرها طارئات الزمن.
حكومة الدكتور معروف البخيت ، على هذا ، ليست مرشّحة للاستمرار مطوّلاً ، ولو لم تفشل المعارضة في إدارة الأزمة أيضاً ، لكنّا شهدنا حكومة جديدة قبل أسابيع ، وإذا كان من سقف زمني بعيد للحكومة الحالية فهو الانتخابات النيابية بعد ثلاثة أشهر ، وإذا كان من سقف قريب فهو مع عودة جلالة الملك من زياراته المكثّفة هذا الأسبوع.