بداية ارجو من القراء ان لا يصاب احدهم بالاحباط من عنوان المقال ، فالعنوان يناسب المضمون قلبا وقالباً، والمضمون يحتاج لمثل هذه العناوين، مع اعتراف كبير بفوائد الكلينكس وخاصة في اوقات "العطسات الشديدة فهي تحمي الاخرين من القحات المفاجئة التي تصدم الاخرين .
اخترت هذا العنوان كي اتحدث عن عطسات بعض المسؤولين " الوقحة " الشديدة والصادمة والتي كشفتها وثائق " ويكيليكس "، والقاريء والمتابع لن يجد صعوبه في معرفة اشتقاق عنوان المقال، فالتشابه بين الوكيليكس والكلينكس " كبير جدا، لدرجة انني ساغامر بالتحليل لاصل الى ان مؤسسة ويكيليكس التي تملك ازيد من مليون وثيقة وتقرير سري وبدات منذ عام 2006 تسريب هذه الوثائق على دفعات عبر الانترنت، ساغامر واقول ان الاسترالي جوليان اسانج مدير " الويكليكس " كان يرغب تسمية موقع الويكيليكس باسم كلينكس ، ولكن خوفا من الملاحقة القانونية واتهامه بسرقة العلامة التجارية ل " الكلينكس " اكتفى باشتقاق الاسم من الكلينكس ، والكلينكس لمن لا يعرفها هي مناديل ناعمه ورقية " دسبوزبل " ونزلت الاسواق للمرة الأولى في عام 1924 في امريكا ثم سرعان ما انتشر استخدام هذه المناديل الناعمة على المستوى العالمي باستثناء اليابان اذ انني خلال زيارتي العلمية لليابان في عام 2003 شاهدت اليابانيين يسخدمون المناديل " القماش " لأن اليابانيين لا يهمهم صرعات الغرب وصناعاته الناعمة والمعطرة؛ ولا يوجد عندهم مسؤولين يعطسون في مكاتب السفراء، اما الشعوب المقلدة وخاصة العربية فالكلينكس دخل بيوتهم ومكاتبم وجيوبهم وباشكال واصناف متعددة من اوسع الابواب .
اعود لعنوان المقال ،،، وبعد ان رصدنا وصدمنا خلال الاسبوع الفائت من تقارير سرية لكنها لم تعد سريه سربها موقع ويكيليكس لتبدأ بعدها عملية الترجمة والنشر على مستوى فضائي غير محدد عبر الانترنت والمواقع الاكترونية والتواصل الاتماعي الذي يغطي ارجاء المعمورة ، تقارير طالت مسؤولين اردنيين وبالاسم الرباعي كنا نتوقع منهم غير ما نشرته هذه التقارير، تقارير صدمت الشارع لتهافت المسؤولين للجلوس مع السفراء والحديث في مواضيع سيادية وطنية حساسة في الوطن ، تقارير كشفت مضامينها ان هؤلاء المسؤولين الذين تسابقوا للجلوس مع السفراء وكشفتهم الوثائق المسربة وسحبت لباس الوطنية الذي كانوا يتغنون به من على اجسادهم وعرتهم امام المجتمع الذي كان يكن لهم الاحترام والتقدير ، لنكتشف حقيقة كانت لنا مؤكدة ان الوطنية عن هؤلاء المسؤولين لم تكن اكثر من منصب حكومي رفيع يصلون اليه ليمنحهم تاشيرة الدخول الى السفارة الامريكية ، ولا ندري التقارير القادمة ماذا ستكشف لنا غدا وعند اي سفير او سفيرة كانوا يعطسون وعلى اي مكتب يترددون وماذا كانوا يحللون ، فوثائق الويكيليس التي جرى تسريبها وما سيجري تسريبه مستقبلا بحاحة ليست الى مناديل " كلينكس " لتحمينا من رذاذ عطساتهم وغطرستهم التي نخشى ان تنشر عدوى الاقليمية والجهوية والولاءات الفرعية بين ابناء الوطن على حساب الوطن . بحاجة الى حملة قناديل وطنية يدافعون ويعتزون بتراب هذا الوطن، ويعملون على ايقاف هؤلاء النفر من المسؤولين الذين قبلوا ان يكونوا دمى متحركة بالريموت كونترول عند السفراء والملحقين في السفارت الغربية ، يحب ايقافهم عند حدودهم وكشفهم للمجتمع قبل محاولتهم اطلاق عطسات اخرى متشابهه.
مسك الكلام ،،،، اي نوع من انواع الكلينكس سيكون قادرا على حماية المجتمع من عطسات وشطحات المسؤولين الذين وردت اسمائهم في تسريبات الويكيليكس، وخاصة ان بعظهم يعطسون ويخرجون فضلات اخرى من اماكن متفرقة في الجسد لا ينفع معها سوى البامبرز. اننا مقبلون على مرحلة تغيرات شامله في مواقع متعددة في الدولة ، فهل سيتم اقصائهم من المشهد السياسي ام سنبقى نتحمل وجودهم على مضض بعد ان فضحتهم عطساتهم القذرة .
ohok1960@yahoo.com
اكاديمي ،،، تخصص علم اجتماع