نظامنا متهم .. والسوري ممانع ومقاوم!!
محمد حسن التل
20-09-2011 03:27 AM
ما زال البعض بين ظهرانينا، ورغم كل ما يحدث في سوريا، من قتل وتعذيب وقمع للمواطنين، يدافعون عما يحدث بشراسة "وجرأة" زائدة عن الحد، واكثر ما يغيظ بموقف هؤلاء، أنهم أثناء دفاعهم عن النظام السوري، يحاولون الغمز من قناة الأردن.
فقبل يومين، وعلى شاشة احدى الفضائيات، ردد أحد هؤلاء، أن النظام في الأردن، نظام تابع ووظيفي، في حين أن النظام السوري، نظام ممانعة ومقاومة، وان ما يجري الآن في سوريا، هو استهداف لهذا النظام القومي!!.
الدفاع عن النظام السوري، لا شأن لنا به، فهذه مواقف أصحابها أحرار بها، والتاريخ، ثم الشعب السوري، سيحكمان على هؤلاء، أما محاولة الإساءة للأردن بشكل متكرر، فهذا أمر مشبوه، والحديث عن أن النظام السوري نظام ممانعة، فقد قلنا منذ زمن، أن هذا النظام، لم يمانع يوماً ولم يقاوم يوماً، فقد ذهب مع الذاهبين إلى مدريد، وإلى حفر الباطن، وإلى واشنطن، وإلى أنقرة، ليفاوض الإسرائيليين، وما زالت لقطات الود بين فاروق الشرع وباراك في واشنطن، راسخة في أذهان الناس.
إن النظام السوري، لم يكن يوماً مقاوماً، لكنه يجيد اللعب بأوراق غيره، فقد دعم حزب الله ليكون -أي النظام السوري- لاعباً أساسياً، في إعادة ترتيب أو تقويض البيت اللبناني. واستقبل قيادة حماس بدمشق، من باب المناكفة للطرف الفلسطيني الآخر، وليكون له دور في الملف الفلسطيني، كجزء من الأجندة الإيرانية في هذا الموضوع، كل هذا واضح للجميع، إلا أن هذه الحفنة، ما زالت تردد نفس الخطاب، والغريب أن هؤلاء يتحدثون، وكأنهم يدرسون على يد شيخ واحد، فهم يتحدثون بنفس المعنى، ويقدمون نفس الحجج، ويحاورون بالطريقة الخشبية إياها، التي أكل الدهر عليها وشرب، وجريمتهم الكبرى، أنهم لا يخجلون، من اتهام الشعب السوري الثائر بالخيانة والارتزاق والارتباط مع الخارج.
ما يعنينا، تطاول هؤلاء على الأردن، وهنا نسأل: لماذا لا تتحرك الجهات الرسمية المعنية بالطرق القانونية، للجم هؤلاء، الذين يرفعون من حدة هجومهم على الاردن يوماً بعد يوم؟، وإلى متى تستمر موضة "المعارضة"، من باب الشتم والاتهام والسباب، والتطاول على الرموز الوطنية، واتهام كل شيء في الأردن، ومحاولة تسويد كل الخريطة الأردنية. لا أحد ضد المعارضة الوطنية الراشدة، التي تقدم برامجها لكل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية وغيرهما، بل على العكس، مطلوب من الجميع، دعم هذه المعارضة وتقويتها، لأنها ستكون أحد أطر الأمان للوطن. أما أولئك الذي يحسبون أنفسهم ظلماً على مفهوم المعارضة، والذين لا يجيدون إلا الصراخ والشتم والاتهام والتشكيك بكل شيء، لهثاً وراء الشهرة والنجومية، وربما المكاسب الشخصية، فقد بات مطلوباً، كما قلنا، التحرك قانونياً، للجمهم، للحفاظ على الامن المجتمعي.
نحن لا نقول، أننا نعيش في ظل الدولة الراشدية، ولا في ظل ديمقراطية غربية، نعم لدينا فساد، ولدينا تناقضات، ولدينا عدم مساواة، ولدينا تخبط في بعض الاحيان، لكن ليس لدينا دماء مسفوكة، وليس لدينا معتقلات مظلمة، ولم نقاتل بدماء غيرنا يوما. فليتقِ هؤلاء، الله تعالى في وطنهم وأبناء شعبهم، وليتقِ هؤلاء ربهم، بدماء الشعب السوري.
(الدستور)