من ينقذ برجوازي الاغنام ؟
01-09-2007 03:00 AM
ثمة طبقة اقتصادية أجتماعية أردنية نمت جذورها الاقتصادية على حواف المشاريع الزراعية وتربية المواشي في العديد من المدن الاردنية في الشمال والوسط والجنوب .
أتخذت هذه الطبقة الاجتماعية مواصفات الطبقة الوسطى لاسباب ارتبطت بالعوامل الاقتصادية التي تقوم بها من حيث دورها التنموي و الرعوي في المجتمع الاردني .هذه الطبقة وضمن تحولات اقتصادية واجتماعية تاريخية اصابت المجتمع الاردني انتقلت بادوار مختلفة في تاريخ الدولة الاردنية وتحملت اعباء سياسية اجتماعية بمراحل ما ، ولست بالغريب عنها لانني تربيت في عائلة تنتمى الى هذا المستوى الاجتماعي والاقتصادي ضمن الاليات وعي كانت تقيس الغني بكم يملك من اغنام وكم لديه راس بقر وكم يحرث دونم ارض في السنة والخ من تشغيل النماذج الزراعية واستغلالها اقتصاديا .
جذور الطبقة الزراعية الاقتصادية الوسطى في التاريخ الاجتماعي الاردني عائدة لبدايات تشكل الدولة الاردنية سياسيا حيث كانت معظم المحافظات والتجمعات السكانية تعتمد اقتصاديا على الزراعة وتربية المواشي ، ونمت البرجوازية الاردنية الاقتصادية الصناعية على خلفية زراعية اقتصاديا ، اضافة الى ان الطبقة الوسطى قامت بادوراها التاريخية مستندة بشكل رئيسي ومباشر على هذا النمط الاقتصادي .
ولو عدنا الى ادبيات الخمسينيات والستينيسات من القرن الماضي للمسنا الكم الهائل من الاشارات الاجتماعية التي نقلتها فنون الاداب من رواية وقصة قصيرة وشعر لهموم هذه الطبقة الاجتماعية التي حملت فكرا تنويرا و قوميا ووطنيا ، ففي رواية انت منذ اليوم لتيسير السبول عايش البطل عربي الذي تربى في قرية جنوبية الازمات المتتالية التي مرت بها الامة العربية وكيف كان يعال اقتصاديا من والده الذي يسكن وعائلته في القرية وينتظر والده ان يعود اليه من العاصمة السورية دمشق بشهادة الحقوق .
السبول الذي ابدع في انت منذ اليوم تمكن من تاريخ الحالة الاجتماعية والاقتصادية لهذه الطبقة الاجتماعية التي عايشت المشروع الاردني والوطني وداغعت عنه و حماته من المؤمرات الاستعمارية والكولونية الغربية وبعض المؤمرات الاقليمية التي كانت تحاول طمس الهوية الوطنية الاردنية المحلية وتغليب مشاريعها السياسية عليها .
مربو الاغنام لو اردنا ان نعمل لهم لوحة تاريخية لتمجيدهم فهم اباء وصفي التل و ابراهيم الحباشنة و هزاع المجالي و عاكف الفايز وغيرهم من القيادات التاريخية الاردنية .
لا اريد ان اطنب في الحديث هنا عن الاصول التاريخية لهذه الطبقة التي اصابها قرار الحكومة الاخير وثارت عليه اطراف الصحراء الاردنية وهم يحملون صور جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم ، وكل واحد منهم مسكون بالتاريخ ويرفض ان يخرج من هذا النمط الاقتصادي الزراعي الذي يحسس به انه وليد هذا المكان الصحراوي .
فالقرار كان يريد على ما يبدو تفريغ هذه الطبقة منن امكانيتها الاجتماعية و دمجها بهوامش الصناعة وجعلهم اطراف سكانية غير منتجة .
جدلا بحسب الدراسات السيوسيولوجية فان البدوي و ساكن الاطراف يؤمن بثمة مجهول عالق على الدوام بفكره لايكره الا من مس امنه ولقمة عيشه ، حمى الله الوطن واسكنه بايمانه .