قضية للنقاش: خمور ونواد ليلية في رمضان
01-09-2007 03:00 AM
عمون - كتب ماهر ابو طير - باتت المشروبات الروحية تباع علنا في الاردن ، خلال شهر رمضان ، وفي أي متجر نجد الخمور معروضة ومغطاة بقطعة قماش وحسب ، بعد ان كان يمنع عرضها نهائيا.
وما هو محرم شرعا اصلا ، أي بيع المشروبات وتناولها ، بات مسموحا طوال العام ، في ارض مباركة مر عبرها الانبياء والصحابة ، وفيها سر الفتح الكبير ، وهي موطئه اصلا ، وهو السر الذي بشر به الله في القرآن ، وفي ارض هذا هو قدرها.
اخر الصرعات ، في هذا الصدد ، هو تلك التعليمات الحكومية التي نشرتها الصحف المحلية وبثتها وكالات الانباء ، واقتبستها الصحف العربية عن الوكالات ، والتعليمات المنشورة يوم الخميس تشير الى "استثناء البارات والنوادي الليلية في فنادق الثلاث نجوم والاربع نجوم والخمس نجوم ، من الاغلاق في رمضان ، خلال النهار او الليل ، خدمة للسياح والزوار ورجال الاعمال" وهذا يعني ببساطة ان بامكان أي شخص الذهاب من اجل تناول المسكرات ورؤية الراقصات والسهر خلال شهر رمضان.
الادهى والامر ان مسؤولا اتحفظ على ذكر اسمه حين هاتفته سائلا عن هذه التعليمات قال..المشكلة ان رمضان جاء السنة خلال موسم السياحة والصيف ، كما ان القرار ليس جديدا.
شاهد عيان اخر قال ان الفنادق تقدم كثيرا من هذه الخدمات سرا خلال شهر رمضان ولا احد يسألها ، وان التراخي في شهر رمضان بلغ اوجه ، فالخمور تباع فيه ، والناس تدخن في السيارات ، والنوادي شغالة ، والنادلات من جنسيات عربية واجنبية بالالاف في عمان ، يقدمن خدمات كثيرة.
عليكم اذن ان تنتظروا غضب الله ، حين يحل امام هذا الوضع الذي بات ممتدا طوال العام ، حين ينتشر الفسق والفجور والزنى وشرب الخمر بهذه الطريقة ، وحين يسكت اصحاب العمائم ، فلا نسمع رأي المراجع الدينية الرسمية ، ولعلنا نسأل الجهات المختصة ، عن الذي منحها حق اغضاب الله ، وحق القفز عن هوية البلد المسلمة ، وهوية الناس الدينية ، وتحويل رمضان الى شهر للجوع وحسب ، ومنح مئات السياح او رجال الاعمال وغيرهم ، حق التعدي على خصوصية المجتمع المسلم ، ومن سمح لهؤلاء بمصادرة حقوقنا ، حقوق الاغلبية لصالح الاقلية التي تريد ان تسكر وتسهر وتفعل ما تحلو لها.
هذه ليست تعددية وهذه التعليمات بحاجة الى مراجعة وان تعلن الجهات الرسمية براءتها من هكذا تعليمات مرفوضة من هذا الشعب بكافة مستوياته ، بل ان الاصل ان لا يتم السماح بهذه المخازي طوال السنة ، فما بالنا بشهر رمضان الكريم ، الذي يترك حتى شاربو الخمر فيه ، الخمر خجلا من الله ، فيما يتم السماح لفنادق الثلاث نجوم وما فوق بممارسة نشاطاتها كالمعتاد ، وكأننا نريد قطع عرق الخجل والحياء في قلوب الناس.
هي دعوة نوجهها للمسؤولين لاعادة مراجعة مثل هذا القرار الذي يغضب الله ، ويشوه سمعة البلد خارجيا ، ويجلب الفساد الى الداخل الاردني ، وليس من مصلحة احد ان يتم الاستمرار بهذه الطريقة ، حين يصبح في عمان عشرات البارات داخل الاحياء السكنية ، وحين يصبح في عمان وحدها خمسة وتسعون ملهى ليليا ، والحبل على الجرار.