من يصدق ان عتاة اليمين الاسرائيلي يمكن ان يُخلصوا للاردن ?
جلهم حلوا ضيوفا علينا في عمان : عوزي اراد, وعوزي ديان, ونتنياهو بالطبع, ومن غير المستبعد ان يكون " إلداد " نفسه قد زارنا ضمن وفود " الكنيست " , استقبلناهم سرا وعلنا, تبادلنا معهم النكات والضحكات, صارحناهم بحقيقة مشاعرنا تجاه حماس وحزب الله وسورية وايران " اللعينة " . صدق بعضنا بالفعل ان هؤلاء شركاء سنصنع معهم السلام الدائم والعادل, ولاجل هذا الهدف المقدس لا مانع من " التواطؤ " معهم ضد اعداء السلام في المنطقة , ما المشكلة في قصف غزة وجنوب لبنان اذا كان في ذلك خدمة لعملية السلام وقيم التعايش بين ابناء ابراهيم !
قلة من المسؤولين الاردنيين تعاملوا بجدية مع نظرائهم الاسرائيليين, وحافظوا على مسافة من " العداء " فيما الاخرون ألغوا كل المسافات والحواجز وتجاوزوا في تنازلاتهم خطوط حزيران .
هل يشعر هؤلاء بالصدمة اليوم وهم يسمعون تصريحات دانون واراد وديان ?
يا الله كم كنتم اغبياء وسذجا, هل يصدق عاقل ان عتاة اليمين الصهيوني يمكن ان يخلصوا للاردن ويحترموا استقلاله وهويته ?
جاهل وغبي ذاك الذي حاور اراد وديان وصدق وعودهما, اليسار الاسرائيلي الذي خضنا معاركه الانتخابية احيانا لم يكن مستعدا لتقديم تنازلات جوهرية فما بالكم باليمين الصهيوني ?
إسرائيل ليس لديها مشروع للسلام, كل ما في جعبتها خطط للحرب والترانسفير والجدران العازلة والمزيد من المستوطنات . هل شاهدتم غير ذلك على الارض ?!
لم تتغير الرواية الاسرائيلية تجاه الاردن ابدا, ظلت على الدوام عدائية, اللهجة والاسلوب تغيرا, لكن الجوهر الايديولوجي لم يتزحزح . الاردن بالنسبة لليمين واليسار في اسرائيل مجرد خزان لاستيعاب المهجّرين من " ارض الميعاد " .
لكي تدرك حجم الاوهام التي سيطرت على بعض مسؤولينا يكفي ان تطلع على تفاصيل اجتماعاتهم مع الاسرائيليين , كانوا في غاية الود والتهذيب , قلما ردوا على وقاحة الاسرائيليين بالمثل, او تصدوا لعنجهيتهم واستعلائهم .
في اجتماع لمسؤول اردني رفيع المستوى مع " نظيره " الاسرائيلي شعر اعضاء الوفد المرافق للمسؤول بالحرج بعد الملاحظات المهينة التي تلقاها رئيسهم . وفي اجتماع آخر سيطرت حالة من الغضب على احد المسؤولين من زميل له كان يتبادل اشارات التضامن والتأييد مع واحد من اكثر المسؤولين الاسرائيليين عداء للاردن ولعملية السلام.
اصيب الكثيرون بالدهشة مما فاضت به تسريبات " ويكليكس" من آراء وتصريحات لمسؤولين اردنيين, ترى ماذا كنا سنقرأ لو ان التسريبات طالت ارشيف الخارجية الاسرائيلية . ليتها يد جوليانغ اسانغ تصل لبرقيات السفارة الاسرائيلية يوما .
fahed.khitan@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)