أردوغان .. ترحيب مصري ينتهي بدعوته «خليك في حالك»
د.مهند مبيضين
18-09-2011 03:26 AM
يمنح العرب طيب رجب اردوغان فرصة لأن يكون فاعلا فيهم وبدولهم، ومع أن مواقفه تناقضت وتعددت، إلا أن العرب يظلون يرونه محررهم الجديد في محاولة تعويض فاقد الأبطال عندهم، لكن استمرار ربيعهم صعودا ربما يجعلهم يرون في كل ابطال ثوراتهم معوضا منطقيا لخسارتهم التاريخية في التقدم والحرية وبناء الدولة.
وقف أردوغان في البداية للحفاظ على نظام القذافي بضغط تجار اسطنبول وانقرة، وما لبث ان أدرك الفرصة التاريخية فتحول بشكل معاكس لموقفه الاول فمصالح تجار تركيا اهم وابقى، لكنه بعد تعاظم التأييد الدولي الذي قاد إلى انتصار الثوار كان اول الزائرين والمهنئين بالانتصار.
ذات الموقف مع سوريا، كان موقفا ابتدائيا متضامنا مع المتظاهرين ، وزيارات لمخيمات اللاجئين السوريين على أرضه، ثم رسالة مشفوعة بمهلة ووفود صحفية تزور حماه، لكن النصائح المتبادلة لم تأت بنتيجة لا بل زادت عنت النظام السوري، حتى رفع الثوار السوريون لافتات ضد مواقفه المتناقضة. ثم نجده يستدرك الموقف بعد جولته على مصر وتونس فيقول "إن بشار الأسد لا يستحق البقاء في الحكم؛ لأنه وجه دباباته ومدافعه نحو شعبه".
السلطان اردوغان مدّ يده إلى الصومال زيارة فاتح، وحمل معه كما إلى مصر وفدا من كبار رجال غرف التجارة التركية، فالأسواق الشرقية بعد الفشل التركي بالانضمام للمجموعة الأوربية ربما يجعلها مجالا مهما بالنسبة للاتراك.
قبل ذلك هدد اردوغان بعد صدور التقرير الأممي عن اسطول الحرية بزيار غزة، وخفض التمثيل الاسرائيلي ولم يطرده، لكنه مالبث أن تراجع عن زيارة غزة بحجة الظروف، وهكذا تتوالى المواقف ويزداد العرب اعجابا بمحررهم العثماني الجديد الذي ثاروا على اجداده بذات الهدف وهو حريتهم والوحدة التي اجهضتها مؤامرات الغرب ثم انقلابات ابناء جلدتهم من العرب.
في مصر القى أردوغان خطابه في مسرح الأوبرا في القاهرة، وظهرت صورته، وهو يلقي خطابه رافعاً يديه بشكل كاريكاتوري، لكنه اراد أن يقول للإسلاميين في مصر ان نموذجه الإسلامي انجح من نموذجهم المصري، وذلك ما حدث، فما كادت النصيحة الأردوغانية تنطلق حتى احدث أثرا عكسيا عند أخوان مصر تيارات أخرى؛ لان النصح التركي لم يلاق الهوى المصري.
بداية الزيارة اعترف إسلاميو مصر بقوة اردوغان وبصلاحيته كنموذج، حين استقبلوه بهتافات دعته لإقامة خلافة إسلامية بين مصر وتركيا، لكنه ما أن بدأ بشرح درس حزبه السياسي، قائلاً : "إن على المصريين أن يصوغوا دستورهم بمبادئ علمانية، وأن الدولة العلمانية لا تعني اللادينية، إنما تعني احترام كل الأديان، ووقوف الدولة على مسافة متساوية من جميع الفئات والأديان" حتى سحب الإسلاميون بساطهم الأحمر وقالوا له: "أردوغان "خليك في حالك" ثم اعتبروا نصيحته تدخلاً في شؤون مصرية.
Mohannad974@yahoo.com
(الدستور)