الأردن لن يكون وطناً بديلاً لأحد!
د. سحر المجالي
17-09-2011 03:28 AM
جاءت أقوال جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يوم الأحد 11/9/2011 في لقائه لبعض المثقفين الأردنيين لتؤكد مرة أخرى القول الفصل في موضوع الهوية الوطنية والوطن البديل المزعوم، والذي تروج له بعض الفئات التي تلتقي مع التوجهات الصهيونية- الإمبريالية في إمكانية تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، الوطن والشعب والملك.
وفي هذا المقام لا بد من التذكير بأن الأردن ليست موضوعاً للمساومة والتنازل، كما إنه ليس مشروع شركة تجارية. أنه وطن حر ابي من أقدم الأوطان في المنطقة، ودولة يحكمها ملكها وشعبها وجيشها ومؤسساتها، وبالتالي فإن مثل هكذا أحلام مريضة لا وجود لها إلا في عقول هؤلاء المتآمرين على فلسطين قبل الأردن.
كما أن فلسطين هي ارض عربية إسلامية مقدسة، ووقف إسلامي لا يمكن التسليم بغير عروبتها وإسلامها. ويؤسفني جهل البعض، من مروجي فكرة الهيكل المزعوم-الوطن البديل، فيما يتعلق بتاريخ الأردن، متناسين او متجاهلين حقيقة مقدرة الشعب الأردني وقدرته على صفع وجه كل من يحاول استغلال طيبة الشعب الأردني وإرتباطه بأمته لمآرب اقل ما يقال عنها أنه صهيونية الهوى والتوجه.
نحن في الأردن نعلم جيدا أن مثل هكذا «ابواق صهيونية» وبأيدي كنا نعتقد بأنها بعيدة عن الإلتقاء مع المشروع الصهيوني، لن تفت في عضد إرتباط الأردن وقيادته بالقضية الفلسطينية، والعمل على إحقاق الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني. كما إننا ندرك بأن هكذا أجندات إحلالية وإقصائية لفئات نهلت من خير الأردن، وتلتقي مع مواقف الحركة الصهيونية ونشاطات اللوبي الصهيوني في البيت الأبيض، لا تمثل الشعب العربي الفلسطيني الأبي، والذي لا يمكن له أن يتنازل عن حقوقه التاريخية في فلسطين.
ان هذه الأجندات ليست غربية علينا نحن الأردنيين، وندرك تماما بأنها تجد في الإنحياز المادي والمعنوي واللوجستي من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة للكيان الصهيوني مرتعاً خصباً لها ولنموها « الطفيلي». فالسياسة الأمريكية على اختلاف إدارتها ما هي إلا أداة في أيدي اللوبي الصهيوني المؤثر في الولايات المتحدة، ولن تكون هذه الإدارات في يوم من الأيام إلى جانب منطق العدل والإنسانية في التعامل مع القضايا العربية ومطالبهم المشروعة وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وكما أكد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في توجهاته المتواصلة، بأن الأردن واجه الكثير من التحديات منذ تأسيسه عام 1921 وحتى الآن، وكانت في معظمها تستهدف وجودة وأمنه، إلا انه، وبهمة شعبه وقيادته وعمقه العربي، كان يخرج منها أكثر قوة وعزما وتصميما، وسيبقى الأردن بهمة شعبة وقيادته الحكيمة وقوة جيشه ويقظة فرسان حقه وأجهزته الأمنية الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات السوداء سواء الداخلية منها آم الخارجية.
(الرأي)