ان المفهوم الحديث للموسسات العقابية يقوم على فكرة كيفية توفير كافة خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والتربوية والتعليم والتدريب لنزلاء المراكز الاصلاحية العقابية ومن هنا جاء هذا المسمى الحديث لها بدلا من السجون وكذلك العمل على تغيير اتجاهات وسلوك النزلاء وبالتالي تطوير افكارهم ليكونوا صالحين في التعامل مع المجتمع وذلك بعد انتهاء فترة عقوبتهم وخاصة انه سوف يصبح لديهم عقدة من المجتمع من خلال نظرته اليهم ، علما بان الكثير منهم قد لا يكون قد ارتكب هذه الجرائم بدافع الاعتداء على حريات الاخرين واموالهم وانما الظروف الاقتصادية والاجتماعية هي التي دفعت بهم نحو الجريمة والانحراف في السلوك ، لذا من هنا ياتي دور المؤسسات العقابية في تقليل هذه الفجوة وتعديل السلوك نحو الافضل . الا اننا اصبحنا نسمع في الفترة الاخيرة كثيرا من التجاوزات والاخطاء المتعددة في مراكز الاصلاح والتاهيل سواء اكانت فرارالمساجين او تعاطي المخدرات وحالات الشذوذ او رشوة او اهمال وغيره ،ومن هنا فلا بد من البحث عن الحلول السليمة لمعالجة هذه الظواهر من خلال ايجاد مديرية متخصصة لرعاية النزلاء والمساجين يتبع اليها كافة مراكز الاصلاح والتاهيل الموجودة على ارض المملكة وتكون تابعة مباشرة الى وزارة الداخلية كما هو في كثير من دول العالم وتكون المسؤولية المباشرة في الاشراف والتعامل مع كافة الامور المرتبطة بالمساجين من رعاية وحماية ومتابعه وارسال الى المحاكم والمستشفيات وما الى ذلك لها ، وان المناداه بهذه الفكرة التخصصية ينطوي على جوانب متعدده يتم تحقيقها ومنها :

1. ايجاد مدراء متخصصين لادارة هذه المراكز يكونوا من نفس الاداره ومع الخبرات المتراكمة لهولاء الاشخاص يكونوا قادرين على مواجهة كافة الحالات الطارئه بحرفية عالية وبدلا من العشوائية في اختيارهم .
2. ايجاد افراد متخصصين ومن خلال الخبرات والمهارات المكتسبة عبر فترات طويلة يكون لديهم القدرة على التعامل مع النزلاء وليس يتم تغييرهم بصورة مستمرة نتيجة عدم رضاهم عن العمل في مثل هذه المواقع وبالتالي يودي الى سوء العلاقة مع النزلاء .
3. ان وجود مديرية متخصصة سوف تتولى هي الية اختيار العاملين لديها واختيار المناسبين منها ومعرفة ان عملهم سيكون في مثل هذه الاعمال وبعد ذلك تعمل على تدريبهم وتطوير اتجاهاتهم بما يتناسب مع طبيعة اعمالهم ويساعد في تحقيق الحرفية والمهنية العالية .
4. ان وجود مديرية مستقلة ماديا ومعنويا يساعد في تحسين الاوضاع المعيشية للعاملين فيها بالاضافة الى النزلاء بدلا من نزف الاموال المخصصة لمديرية الامن العام والتي قد تذهب لتغطية اعمال متخصصة اخرى .
5. ان اختلاف طبيعة الوظائف التي تؤديها مديرية الامن العام ينعكس على اداء العاملين فيها ، فمثلا ان تعمل اليوم في مطار الملكة علياء وهذا الدور الانساني والحضاري في التعامل مع المسافرين ومن ثم يتم نقل هذا الشخص مباشرة للعمل في مراكز الاصلاح والتاهيل للتعامل مع المساجين وبالتالي فان هذا له تاثير على متلقى الخدمة او بالعكس .
6. ان وجود مديرية متخصصة للسجون يعني ان العاملين بها من مدراء وحتى اصغر رتبة سيكون لدية الاستقرار الوظيفي في العمل في هذا النوع من العمل وبالتالي عدم التفكير عن فرصة نقل اخرى ، لذا يسعى هؤلاء العاملين الى تقديم افضل ما لديهم من انشطة وخدمات .

وبالتالي لا بد من التفكير جديا في ايجاد مديرية متخصصة مستقلة عن مديرية الامن العام وهي مشكورة على كافة الجهودالتي تبذلها في كافة المجالات ، او يتم وضع حلول بديلة مؤقته لتخفيف الاخطاء المتراكمه عبر السنوات الماضية الطويلة في داخل مراكز الاصلاح والتاهيل والتي اصبح من ضحاياها ضباط وافراد الامن العام العاملين فيها وتحويلهم الى محكمة الشرطة .