اعطيات رئيس الحكومة لنواب من المفترض انهم ممثلون لشعبهم تثير العجب العجاب ..
لان رئيس الحكومة يقدم رشاوى لمسؤولين عن الرقابة والتشريع من اجل تمرير قوانين مؤقتة ..او من اجل عقد صفقات مع جهات داخلية او خارجية كصفقات الكزينوهات مثلا ..او من اجل اسكاتهم ازاء فشل او تقصير او عجز حكومته عن انجاز التنمية السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية ..او من اجل تعطيل مشروع الاصلاح الذي تنادي به طلائع شعبنا وقواه الفاعلة مع مؤسسات المجتمع المدني والذي اكد عليه غير مرة جلاله الملك وطالب بتعجيل خطوات انجازه ..

فمقابل هذه الاعطيات المخالفة للدستور ولاخلاقيات مجتمعنا وتعاليم ديننا يستطيع رئيس الحكومة شراء ذمم ضعيفي النفوس من النواب ..
ويستطيع مصادرة آرائهم بل وانتزاع موافقاتهم على سياسات لا ترضي ضمائرهم ..

الانكى ان بعض النواب قد باح بان رئيس الحكومة قدم له مبلغ من المال من اجل كسب تاييده لنهجه ..

ثم ثبت ان هذا البعض كان قد طلب من رئيس الحكومة مبالغ مالية لمساعدة طلبة محتاجين من دائرته الانتخابية !!..

ثم لماذا يتهافت بعض النواب لانتزاع الاعطيات ؟ بل ان بعضهم يطلب تمويل رحلة سياحية لهم خارج البلاد ..والبعض الاخر منهمك في العمل على تعيين ابن فلان ونقل ابن فلان من محاسيبهم ..او منهمك في انتزاع عدد من مقاعد الجامعات لابناء ذويهم واقربائهم ..وهذا كله يستنزف وقت النائب وجهده على حساب اهتمامه بقضايا الوطن والمواطن .. وهنا نتساءل : كيف يقوم النائب بدوره الرقابي والتشريعي ممثلا لشعبه حق تمثيل اذا لهث وراء الاعطيات وتحقيق المكاسب له ولمحاسيبه ؟!

يجب ان لا نستغرب دوران عملية الاصلاح في مختلف المجالات في حلقة مفرغة ولا نستغرب كل هذا التلكؤ والتردد وحتى العزوف عن اصدار قانوني الاحزاب والانتخابات من قبل حكومات سابقة ومن هذه الحكومة .. ولا نستغرب كل هذا الهجوم على حرية الاعلام والصحافة من خلال التاكيد على المادة(23) من قبل ( الاعيان ) ثم سحبها بسبب اصرار النواب على الغائها ..

وهنا نؤكد انه مثلما يكون للبيروقراطية رجالها وادواتها وللفساد رموزه وصانعوه ، فان للديموقراطية ايضا فرسانها ..وللاصلاح الحقيقي على كل صعيد رموزه ورجاله ..

ان المرحلة الانتقالية من واقعنا الحالي المزري الى واقع جديد يشرق فيه فجر الديموقراطية والحريات العامة وترسم فيه قوانين وبرامج الاصلاح ومكافحة الفساد انما تحتاج الى رجالات مؤمنين بكل ذلك ويتمتعون بمواصفات القادة القادرين على حمل الرسالة بكل امانة ..