هل تشعر بالايمان؟ هل تحتاج الى اختبار ايمانك؟ هل تجتاحك موجة من اليأس والقلق والغضب؟ هل تحس بالسكينة والطمأنينة والسلام الداخلي؟ هل تريد ان تطهر نفسك من الخوف والنفاق والحسد والحقد والشر ، هل تحب ان تكون مؤمناً وان تذوق حلاوة الايمان في حياتك.. وآخرتك ايضاً؟.
لا بدّ ان تكون صادقاً مع نفسك حين تتدافع هذه الاسئلة الى ذهنك وتحاول ان تجيب عليها ، لكن - ومهما كان - حذار من ان تقفل باب المراجعة والعودة ، فالطريق مفتوح دائماً امامك للدخول في روضة الايمان ، وحذار ان يدفعك الاحساس بضعف ايمانك الى الكسل او النكوص او القعود ، فالايمان نفحة الهية يقذفها الله في قلوب عباده الذين يشتاقون اليه ، ويسعون الى رضاه ، وهو - ايضاً - ميدان للمتنافسين في طاعته المتعلقين ببابه ، المشمرين عن سواعدهم للعمل وطلب المغفرة والمستعلين باسمه عن كل الشهوات والمحن والشدائد.
الايمان ليس كلمة يقولها اللسان ، او يعتقدها الجنان ، وانما سلوك وعمل ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وهو - ايضاً - المنطلق الصحيح للفعل البشري الذي يبحث عن السعادة ، وترجمانه العبادة ، بأشكالها وانواعها ، ومعياره سلامة النية والهدف وراحة الضمير ، وآثاره لا تخفى ، ثبات عند المحن ، وصبر على الابتلاء ، ونفور من المعاصي ، وتوكل دائم على الخالق ، وأمل بالغيب ، وثقة بالمستقبل ، ومحبة دائمة لعباد الله المؤمنين ، وانحياز للانسان ، ودفاع عن الامة ، والتصاق بالدين الصحيح ، ويقين بالنصر والعزّة ، وسعي للاصلاح ، وعروج في الملكوت ، واحساس متجدد بالحياة وتعلق دائم بالآخرة.
اذا كنت تريد ان تعرف من انت ، فرداً او مجتمعاً او امة ، وما نزل بك ، خيراً او شراً ، وما ينتظرك ، دنيا وآخرة ، فاسأل عن: الايمان ، هل هو صحيح ام مغلوط ، يزيد ام ينقص ، يخرج من القلب الى السلوك ام لا ، يؤثر في محيطك ام لا يؤثر ، عندها - فقط - تستطيع ان تعرف اسباب المحنة ، ودواعي النعمة ، اسرار النصر او الهزيمة ، دوافع التقدم او التخلف ، مآلات الوحدة او الانقسام ، وتعرف - ايضاً - اذا ما كانت الطاقة التي فطرها الله تعالى فيك ساكنة ام متحركة ، معتمة ام مضيئة.
ما احوجنا الى فهم منطلقات هذا الايمان الغائب عن حياتنا ، على صعيد الفرد وعلى صعيد الامة ، والى استعادة طاقته الكامنة في نفوسنا ، ومعرفة الابواب التي تدخلنا اليه ، والنماذج التي تقوية داخلنا ، ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايماناً مع ايمانهم ، قالت الاعراب آمنا ، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا صدق الله العظيم.
باختصار ، آمنوا ، تصحّوا ، وآمنوا تسعدوا ، وآمنوا تنتصروا وتتقدموا ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للايمان ، ان آمنوا بربكم فآمنا.
(الدستور)