إعادة زيارة لموضوع التقاليد الجامعية والوظيفية والدبلوماسية
أ.د. سعد ابو دية
16-09-2011 03:59 AM
في مرة سابقة أشرت لموضوع التقاليد الجامعية، وأننا يجب أن ندافع عنها مثلما يدافع الجندي عن حدود الوطن. واليوم ساتحدث عن التقاليد الدبلوماسيه والوظيفيه وهذه ايضا مهمة جدا.
وفي الاردن ظاهرة جديده تتعارض مع التقاليد الدبلوماسية وهي خروج مظاهرات يطالب فيها المتظاهرون أن يغادر سفير دولة كذا الاردن، هذا المطلب يتعارض مع اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية (1961) والسفير قدم أوراق اعتماده لجلالة الملك وفيها توصية من رئيس دوله السفير على السفير وإذا اخل السفير بالتقاليد الدبلوماسيةاو خرج عن دوره يتم استدعائه لوزارة الخارجية وإبلاغه الرسالة او الاحتجاج . ان كل ما تراه من مظاهرات واعتصامات وكسر حواجز أمام السفارات مخالف للتقاليد الدبلوماسية 100% .
ولا يليق بنا كشعب ان نخرق التقاليد الدبلوماسيه ولا اشجع المغامرات والفوضى في السياسيه ولا علاقة للشعب بالسفراء، والسفراء معهم حصانات دبلوماسيه لايجوز خرقها تحت اي ظرف من الظروف وان مايقوم به بعض احبائنا من الشعب الاردني امام السفارات هو مخالف للتقاليد الدبلوماسيه ويضر بقضايانا .نحن اصحاب قضايا عادله ويجب ان نلجأ للطرق الصحيحه .دعونا من المغامرات التي خربت بيوتنا . ان انجازات الوطن تم بنائها بعرق ودماء. دعونا نحافظ عليها .دعونا ندخل البيوت من ابوابها . دعونا لانزيد الخسائر .دعونا نحترم الالتزامات الدوليه . دعونا نترك الساسه للخارجيه لاربابها واذا اخطأوا هناك مجلس النواب .ستقولون مجلس النواب لايعمل شيئا حسنا هذا هو الطريق القانوني وعليكم تفعيله وانتم لن تعملوا شيئا وهذا خطأ . دعونا نترك للاجيال القادمه ميراثا اخلاقيا عظيما دعونا نبتعد عن المغامرات في السياسه .نحن في مرحلة انتقاليه في العالم تتطلب الحكمه والجد .دعونا ننصرف لاتقان عملنا في كل موقع.بلدنا بحاجه لكل ذرة جهد.اشاهد من حولي كثيرين مشغولين بغير عملهم. . . وبالمناسبة نحن لسنا أوصياء على أي شعب ويكثر خيرنا أذا انتبهنا لقضايانا الداخلية وأن يلتفت المواطن لواجباته ، انظر حولك وشاهد المخالفات من أستاذ الجامعة حتى سائق التاكسي... ومع ذلك نحن ( مشغولون ) واعتبرنا أنفسنا أوصياء على الشعوب وابتدعنا شيئا جديدا هو التحرش بالدبلوماسيين والسفارات وكسر الحواجز والمطالبة بأن يغادر السفير كذا الاردن.... ما هذا أيها الأخوة ( الأردنيون) ولعلمكم اذا ابعد السفير الذي تطالبون بابعاده تبعد الدولة الذي أبعد سفيرها تبعد سفيرنا الأردني وللعلم ايضا السياسة الخارجية لها أربابها ولا يمكن أن تصنع في الشوارع.لنعد للنركيز على الانتاج والانصراف الى عملنا ودخول البيوت من ابوابها صحيح أنني لا أتوقع أن الأمور تتغير بعد المقال أو بعد أي أجراء الا بصعوبة ولكن لابد ان يأتي الافضل ان شاءالله ومابنطبق على المتظاهرين ينطبق على الصحفيين الذين نصبوا انفسهم اوصياء على الاخرين من الشعوبفي حين ان هناك مئات القضايا الوطنيه الملحه وذات الاولويه
و قبل ان انهي المقال اتطرق لتقليد اخر يرتبط بخرق التقاليد الوظيفيه عاد لخاطري وهو كيف يتبنى احيانا الموظفون القياديون من مؤسسات الدولة شخصا واحدا تلاحظ أحيانا اننا نكون في موقع مفروض ان يكون لكل الاردن والأردنيين ولكننا نقزم الموقع ليصبح اقل من مستوى الوطن ويمكن ان نتبنى شخصا واحدا وفي موضوع التبني ألاحظ أن الشخص الذي تم تبنيه يكون أحيانا عاديا ويكون في أحيان أخرى كارثة من الكوارث في إدارته ويدفع الوطن الثمن...
أتمنى أن نرتقي في أي منصب إلى مستوى الوطن وان لانكون على مستوى شخص واحد نتبناه وإذا تم تبنى شخصا أن يكون هذا الشخص اكتشاف من الاكتشافات لخدمة للوطن العزيز. عندنا في الاردن مجلدات كتبت عن الإصلاح وكلها تصب في الحديث عن الإصلاح وتشخصيه ومعظمها يتوقع أن الإصلاح بيد شخص مثل رئيس الوزراء وينسى أنه نفسه معني بالاصلاح .
الإصلاح يبدأ من كل مكان وكل مواطن له دور وعليه إصلاح نفسه أولا وبعد أن يصلح نفسه يمكن أن ينتقل للخطوة التالية .