رسالة الدولة .. العقل والرجال
سميح المعايطة
14-09-2011 04:00 AM
يفتح حديث الملك قبل يومين حول بعض التحديات والقضايا الكبرى سؤالا كبيرا يتجاوز الحكومات والأشخاص وحتى المراحل ويخص رسالة الدولة في التعامل مع هذه التحديات أو الفرص او المشكلات الكبرى التي نصنعها أو يصنعها غيرنا , والسؤال الكبير حول رسالة كل مرحلة وخطابها يتضمن اولوياتنا وأهدافنا والفئات التي نستهدفها في الداخل والخارج, و الأدوات القوية الفاعلة وذات المصداقية والحضور التي تخدم هذه الرسالة ؟!
سؤال كبير لو استطاعت الدولة أن تمتلك أجابته بشكل عملي لساعدنا هذا في حل العديد من القضايا, ولكان وصول الدولة إلى الأردنيين سهل ومؤثر, ولعل من استمع إلى حديث الملك يجد في ثنايا الحديث جزءا من الإجابة وحالة البحث «عن رجال» يحملون رسالة الدولة ويتحدثون بمنطق كفيل بمساعدة البلاد على عدم دفع بعض الاثمان السياسية والإعلامية والشعبية .
القضية ليست نصوص او كلام خاص بكل مرحلة بل هو العقل السياسي الذي يمثل شراكة بين جهات رسمية وغير رسمية والذي يشخص المراحل ويحدد هوية الإجراءات والمنطلقات وما يجب أن يقال وكيف, وعلينا ان نعترف ان التعامل اليومي لم يعد كافيا وبخاصة مع التحديات الكبرى والملفات المعقدة .
لا يجوز أن نضع كل العبء على جلالة الملك, ولا يجوز أن نبقى في كل مرحلة نمارس حديثا عاما في مختلف الجهات والمؤسسات لكننا لا نبادر إلى فعل حازم وننتظر أن يتحدث الملك أو يرسل إشارات نقوم كلنا بعدها رسميين وغير رسميين ومؤسسات بالحديث والتحليل, فالملك يريد أن يكون عملنا جميعا مؤسسي , أي أن تكون المبادرة دائما حاضرة, لا أن نترك الأمور تكبر وتتحول إلى قضايا وجدل سلبي ونتفرج جميعا حتى يتدخل الملك .
الملك راس الدولة ومرجعيتها الوطنية والسياسية , وكلمته فصل في كل الملفات , لكن لكل المؤسسات الرسمية والحكومات والنخب ادوار والا لما كان هناك ضرورة لكل هذه البنى والهيئات والألقاب والامتيازات , ومرة أخرى علينا ان ندرك رؤى الملك في ضرورة قيام حالة مؤسسية تعالج القضايا والملفات وتغلق الأبواب أمام أحاديث الفتن وصناعة الأزمات , والملك حاضر دائما ويتدخل في أي وقت يراه مناسبا .
لن نطالب بهياكل جديدة لكن الدولة بكل أطرافها بما فيها النخب والإعلام بكل أنواعه مدعوة إلى حالة تواصل وحلقة تفكير تنتج عقلا سياسيا للتعامل مع الملفات المزمنة أو الطارئة , أما الإعلام فانه عامل مهم لكنه ليس صانع قرارات ويحتاج إلى أن يكون دوره متكاملا مع وجود الرسالة السياسية والتعامل الشمولي مع القضايا .
وجود رسالة للدولة في كل مرحلة ضرورة , ووجود عقل عام أو حلقات فكر وتفكير وتوجيه يحدد الاولويات لا غنى عنه , ومن ثم يجري توزيع الأدوار على كل المؤسسات السياسية والإعلامية الرسمية وغير الرسمية, حتى لا نكون في كل مرحلة بحاجة إلى البحث عن رجال يقولون ما يجب ويتحدثون إلى الأردنيين عن الفعل الضروري .
ما نقوله لا يعني أننا سنبدأ من الصفر , فلدينا إنجاز وتجارب وكفاءات لكننا نريد أن ننتقل نحو الأفضل وان ننظم ما هو موجود حتى نحصل على أعلى النتائج لان هذا واجب الجميع تجاه دولتهم .
ce@alrai.com
(الرأي)