ينفذ المتقاعدون العسكريون اعتصاما امام السفارة الامريكية في الساعة الخامسة من مساء اليوم, وذلك احتجاجا على ما كشفته وثائق ويكيليكس الامريكية الخاصة بالاردن التي تدعو الى فتنة اقليمية تحت شعار انصاف الاغلبية الفلسطينية المتحضرة من الاقلية الاردنية البدوية.

وقبل التعليق على ذلك فان الامل يحدونا بان لا تقوم الاجهزة الحكومية باغلاق المنافذ والطرق امام هذا الاعتصام . وان تسمح للاردنيين بالاحتجاج على السيناريو الامريكي لذبح وطن كامل , كما سمحت بالمشاركة في احتجاجات امام السفارة السورية.. فمن حقنا جميعا ان نشارك في اعتصام المتقاعدين وهم كما تعرف الحكومة ليسوا ذراعا سرية لا لحزب الله ولا لسورية او طهران.

كما تعرف ان بعض الذين يشاركونهم اعتصام اليوم كانوا خصومهم في المحاكم ويتحفظون بل ويخالفونهم في اراء عديدة.... وبعد:-

-1- اذا كانت السفارة الامريكية في عمان وحكومتها في واشنطن حريصتين على حقوق الفلسطينيين فالاولى ان تعترفا بهذه الحقوق في فلسطين نفسها..

-2- اذا كانت بقية الدول والحكومات مضطرة او صاحبة مصلحة »عليا« في ادارة علاقات حليفة او صديقة مع الامريكان بما يمثلونه من قوة عظمى كونية, فليس مفهوما ان تحتفظ دولة مثل الاردن بعلاقة حميمة معهم.. والادق ان تدير علاقة متوازنة وان توسع خياراتها السياسية والاقتصادية, بالنظر الى ان السياسة الامريكية منذ عشرين عاما, على الاقل لا تخفي تبنيها الكامل للسياسة الصهيونية ازاء الاردن والتي تدعو الى تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية عبر هذا البلد- وتدعم كل استحقاقات وادوات هذه التصفية من تفكيك الدولة عبر التخاصية وعملاء البنك الدولي, الى المناخات التحضيرية الاخرى التي يراد منها تحويل الاردن الى مجال حيوي صهيوني يسمح بتمرير الترانسفير الناعم والتجسير مع كل المنطقة..

-3- ليس صحيحا ولا دقيقا ان الاردن يعيش على المساعدات الامريكية, فمقابل 500 الى 700 مليون دولار مساعدات »غير اقتصادية في غالبيتها « وتخدم المصالح الامريكية اللوجستية يضخ ابناء الطبقات الشعبية عبر الضرائب والرسوم المختلفة ملياراً ونصف المليار دينار, فضلا عن خسائر الدولة بين مليارين الى ثلاثة مليارات دولار جراء التخاصية ونصائح البنك الدولي وخاصة في قطاع الاتصالات والاسمدة المختلفة.

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)