أيها الاقليميون ناموا حتى يتحقق الأمل فالاقليمية ليست لعبتكم انما انتم ادواتها.

الاقليمية لا تحرر وطن من محتل ولا تحرره من فاسد انما تعزز وتدعم هؤلاء للاستمرار في غيهم وطغيانهم وانتم ادواتهم شئتم أم ابيتم.

انتم اللاعبون الوهميون او انتم الظل وانتم العبيد الذين ينفذون اجندة الاسياد لتجعلوا من الأوطان أراض للميعاد فانتم الوعد المشؤوم.

تطلون برؤسكم كرؤس الافاعي التي تحاول ان تلدغ لتوصل السم في الدسم ولكن كيدكم ومن ورائكم في نحورهم فكل الشرفاء لكم في المرصاد لدرء سمكم بقتل الافاعي بداخلكم، نحن لا نريد الا ان نطهركم من شرور انفسكم ومما علق بتاريخكم السيء فمنكم من امتطى صهوات الخيول الاصيلة ولم تكونوا من فرسانها ولكن الزمن الغادر هو من جعل رجال النسيان في زمن الطغيان.

ارجعوا إلى الرشد الرشيد ففي الحياة لا يصح الا الصحيح قبل ان تأخذكم موجات البحر والمحيط العاتية لتقتلعكم من جذوركم وترميكم كالجيف على سواحل النسيان.

اركبوا موجات البحر قبل ان يعبر عليها الشجعان من خلالكم وكونوا مع الابطال ان رجعتم عن غيكم ولتعلموا ان الاوطان بشعوبها لا تعيش في المستنقعات والاوحال فالمستنقعات والاوحال هي من بقايا اوساخ المد والموجات العاتية.

الربيع عندما يأتي تخضر له حتى الصحاري وتعلو الازهار رؤوس الجبال وتمتد الى السهول والوديان فالشعوب هي الربيع القادم بوردة وخضرته ومائه والربيع ينظف الارياف والبوادي لتصل الى المدن والروابي وانتم تعرفون ان لا قدرة لاحد على وقف المطر فالمطر قادم.

لن تجدي معكم اية سهام تطلقونها سواء كانت اقليمية او جهوية او فئوية فالمطر لا يحارب وادركوا حقيقة ان من يحارب المطر كمن يحارب السراب وانتم تعلمون ان المطر خير وليس عدوا ومنه يزهر الربيع الذي ستستمعون به وستعرفون انكم كنتم تحاربون الامل وبعده ستبحثون عن مكان لكم بين ازهار الربيع فهل ستقبل بكم.

المستقبل هو امل الشعوب فلنهرب من الماضي الى المستقبل لتشرق شمس الربيع وليسطع ضوء القمر في ليال تكون كلها قمرية حتى ان غاب القمر ولتكن شمس دهرنا نهارا مضيئا لينعمنا بالحيوية نحو العمل والاخلاص الجدي للوطن.

انبذوا ما علق بكم من وسخ الشرذمة والانقسام وبدل ان تعززوا ما يريده لكم ولاخوتكم العدو اجعلوا ايديكم نظيفة واجعلوا انفسكم عفيفة وتراجعوا وانبذوا هذا الوسخ الطارئ وابدأوا بالرجوع عن الغي بالضوء لتصلوا مع الجميع في محراب الوطن فكل مكان في الوطن هو محراب وابدأوا بالصلاة والاخلاص للوطن وبعد ذلك نحرر الاوطان من رجس العدوان.

الوطن يحتاج كل ابنائه بلا استثناء وعندما يعم الخير على الجميع تكونون من ضمن الجميع فلا خير فيه سم من عدو فالخير حتى لو كان كفافا يأتي من داخل الوطن وليس من ايدي خبيثة ان أضمرت الشر للوطن فانتم جزء من الوطن والشر يأتيكم ايضا ولن تكونوا بمنأى عن عدوكم فانتم لن تكونوا اصدقاء العدو فالعدو لا صديق له في وطن يحتله.

(الدستور)