هذا العنوان ليس دعاء فحسب مع أن الدعاء ضرورة وعبادة, لكنه أيضاً تعبير عن حالة قد تصيب احدنا وهو يستعرض التاريخ أو الحاضر ويرى حجم الضرر المقصود وغير المقصود الذي أصاب هذا البلد ليس من الأعداء فحسب بل حتى ممن يصنفون أنفسهم بتصنيفات أخرى .
نثور ونغضب عندما نسمع تصريحات تصدر من بعض قادة الكيان الصهيوني حول الوطن البديل والتوطين بأشكاله الناعم والخشن, وتصيبنا حالة من الغيرة على هذا البلد إذا مسته السنة الصهاينة أو غيرهم, لكن الأردن بحاجة إلى دعوة صادقة بأن يحميه الله تعالى ليس من المحتلين والأعداء فحسب بل من أولئك الذين لا يرون فيه إلا مجموعة مصالح أو منافع وامتيازات, ويحتاج إلى حماية الله تعالى من الذين يتعاملون مع كل الأمور على أنها متغيرات بما فيها علاقة الإنسان مع وطنه أو لنقل الجغرافيا التي يتحرك عليها.
حمى الله الأردن ممن يرى الدنيا من منظار مصلحته الخاصة وأحياناً امتياز أو علاقة منفعة ولا يتردد في إبداء كل الغضب على بلده وليس على فرد أو حكومة إذا غابت له منفعة حتى وان كان غارقاً بكل أنواع المصالح والنعم .
حمى الله الأردن من أي شخص لا يتردد في التآمر وفق امكاناته سياسيا أو إعلامياً أو اقتصادياً على هذا البلد, ولا يتردد لحظةً في الانقلاب على كل ما يقول في العلن أو ما يرفع صوته به في زمن المصالح وتسيد المواقع.
حمى الله الأردن من أصحاب تعدد الوجوه, ومتعددي الألسنة والنبرات, الذين تتغير مواقفهم حسب المكان والزمان.
بعد فضل الله تعالى فانه لولا رجال صادقون لا يتحدثون إلاّ لغة واحدة, ولهم وجه واحد بذات نقاء وصدق قلوبهم, وطهر الحليب الذي رضعوه, فان ضعف وسلوك آخرين كان سيلحق الكثير من الضرر بهذه الأرض ومن عليها, ولولا من يمثل لهم الأردن وطناً وخياراً أخيراً من الأردنيين في كل بقعة على هذه الأرض لكان فعل البعض مؤذياً وبخاصة أن هذا البعض يكون أكثر نشاطاً في بعض المفاصل والأزمات .
حمى الله الأردن من ضعاف النفوس وتجار المراحل ومن كل من لا يتعاملون معه على انه وطن بل ساحة أو منفعة, وحماه من كل فاسد ومفسد, وحماه الله تعالى من كل من لا يملك أفقاً واسعاً ويحركه الانفعال وتدفعه روح المغامرة حتى وان كان صاحب نوايا طيبة.
في زحمة كل ما نقرأ ونشاهد ونسمع لن نكف عن الدعاء إلى الله تعالى أن يحمي هذه الأرض وأهلها, لان بعض ما يخرج للناس لا يمكن النجاة منه إلاّ بقوةٍ من الله ثم صدق الصادقين وإخلاص غير المتنفعين.
ce@alrai.com
(الرأي)