أهرب من الموضوع الحسّاس، الذي بات يقلق الصغار قبل الكبار، ويبدو الأرضية اللازمة لبدء فتنة تُراد لهذا البلد، والغريب أنّ الكثيرين يُشاركون فيها وهم يعلمون خطورتها، وإذا لم يكونوا في علم فذلك عذر أقبح من ذنب.
أعني، بالطبع، وثائق ويكيليكس، التي أعترف بأنني أهرب من الكتابة عنها لا لجهلي بتفاصيلها، ولا لخوف شخصيّ من محتوياتها، فقد كنتُ من قليلين ذكرتهم الوثائق بمواقف وطنية مشرّفة، ولكني بصراحة أعتزل المشاركة في فتح جحر الأفاعي القاتلة.
أكتب، هنا، عن منتخبنا الكرويّ الوطني، الذي فعلها أخيراً، ورفع رؤوسنا عالية، ووضعنا على خريطة المنتخبات التي سيحسب حسابها، ولم لا: فقد نصل معه إلى نهائيات كأس العالم، ولم لا أيضاً، فقد نصل إلى أبعد وأبعد وأبعد لنكون من الكبار.
هؤلاء الذين رفعوا رؤوسنا، وسجّلوا اسم الأردن في قائمة النجاح، أردنيون من الشرق والغرب والشمال والجنوب، ولخّصوا قصّة البلد الذي يحسده غيره على إنجازاته، وطريقة عيش أهله، ولعلّ أهل السياسة والإقتصاد والفكر يقتدون بهم، فيعملون بروح فريق يريد الفوز، لا بعقلية تدمير الكرم وقتل الناطور.
(الدستور)