كل منا في مشوار حياته لا بد وأنه قد ارتكب أخطاء بعضها من النوع الطفيف وبعضها الآخر من النوع الثقيل.. لكن المتعب أكثر لنا هو عدم قدرتنا على الاعتراف بهذه الأخطاء حتى بيننا وبين أنفسنا.. فقد تعودنا على المكابرة في كل شيء، لأننا نعتقد بأن عدم اعترافنا بأخطائنا سوف يلغيها مرور الوقت أو أنها ستزول بقدرة قادر!!.

إن الأخطاء التي نرتكبها بحق أنفسنا دون أن نعي هي أخطاء كثيرة وجسيمة وتحدث في الغالب بسبب عدم فهمنا العميق لأنفسنا... فنحن مجتمعات قد نشأت للأسف على عدم تحمل توابع أغلاطها.. فنجد بأن أحدنا عند حدوث مشكلة غالبا ما يميل إلى إبعاد اللوم عن نفسه لا شعورياً ونجده يلقي اللوم على الآخرين، كما ويبدأ بالبحث عن أعذار وهمية كاذبة.

كبشر فإننا جميعا معرضون للخطأ بصرف النظر عن أعمارنا... فلو اقتنعنا حق الاقتناع بهذه الحقيقة وطبقناها على أرض الواقع.. بحيث نقوم بالاعتراف بمسؤولياتنا عن أي خطأ نرتكبه، فإننا بالتأكيد سنشعر بالرضى الداخلي عن أنفسنا وسنكون حتما محبوبين أكثر من قَبَلِ من هم حولنا كوننا نتعامل بصدق أكثر مع أنفسنا ومع المحيطين بنا.

« نحن الذين لا نخطئ « هو شعار نجده للأسف موجود عند الكثيرين.. فالخطأ دوما يصدر من الأخرين اتجاهنا.. حتى على مستوى أفكارنا الداخلية فإن أغلبنا ما زال يعتقد بأن آراءه وأفكاره ومعتقداته هي وحدها الصحيحة والمقبولة... وإذا حاول أي شخص مُحب تقديم النصيحة الطيبة له كي يغير من تصرفاته فإنه سيرفض وسيتخذ شكلا دفاعيا عن أرائه دون حتى محاولة الإستفادة من النصيحة، فنحن دوماً نعتقد بأن على الناس جميعا أن يقوموا بتغيير أفكارهم وتصرفاتهم دون المساس بتصرفاتنا!!.. متناسين بذلك أن الحياة هي عبارة عن عملية تطور وتغير للأحسن في التصرفات والأفكار.

لقد حان الوقت كي نتعلم جميعنا كيف نتفاعل كأشخاص ناضجين مع تغير الأحداث من حولنا، وعلينا أن لا نستمر بتبني مواقف ثابتة خاطئة قد تضر بنا على المدى البعيد... وكما يجب أن نضع في اعتبارنا أن المواقف والتصرفات التي نتبناها قد تكون مناسبة اليوم... لكنها قد لا تتناسب مع تطوراتنا في الغد القريب!.

إن سبب عدم اعترافنا بأخطائنا هو قلقنا الدائم من التعرض للمحاسبة والمساءلة... وذلك لأننا نريد حماية أنفسنا من التعرض للمشاكل والمعاناة.. لكننا بهذه الطريقة ومع مرور الوقت نصبح غير قادرين على مواجهة مشاكلنا مهما صغرت!.

إن الحياة التي نعيشها هي عبارة عن خليط من السعادة والمعاناة.. وبالنسبة للبعض فإن مواجهة القليل من المعاناة بسبب أخطاء قد ارتكبوها يشعرهم بالإحباط والاكتئاب على الرغم من أن الاعتراف بالخطأ سوف يمنحنا القوة على تحمل المشاكل التي قد تعترضنا في المستقبل.. فأخطاؤنا بالنهاية هي مسؤوليتنا!

Diana-nimri@hotmail.com

(الرأي)